صلى الله عليه وسلم قَالَ «يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا». بابٌ من جعل لأهل العلم أياَمًا معلومة
٦٩ - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى
ــ
أن يحب لأخيه. قوله (شعبة) هو أبو بسطام ابن الحجاج الواسطي ثم البصري. تقدم في باب المسلم من سلم المسلمون. قوله (أبو التياح) بالمثناة الفوقانية ثم التحتانية المشددة والحاء المهملة هو يزيد ابن حميد الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة وبالعين المهملة البصري مات سنة ثمان وعشرين ومائة ورجال هذا الإسناد كلهم بصريون. قوله (يسروا) من اليسر نقيض العسر. فإن قلت الأمر بالشيء نهي عن ضده فما الفائدة في (ولا تعسروا) قلت لا نسلم ذلك ولو سلمنا فالغرض التصريح بما لزم ضمنا للتأكيد. قوله:(وبشروا) من البشارة أي الإخبار بالخبر نقيض الإنذار أي الإخبار بالشر. فإن قلت المناسب أن يقال بدله ولا تنذروا لأن الإنذار نقيض التبشير لا التنفير. قلت المقصود من الإنذار التنفير فصرح بما هو مقصود منه وهذا الحديث من جوامع الكلم لاشتماله علي خير الدنيا والآخرة لأن الدنيا دار الأعمال والآخرة دار الجزاء فأمر صلي الله عليه وسلم فيما يتعلق بالدنيا بالتسهيل وفيما يتعلق بالآخرة بالوعد بالخير والإخبار بالسرور وتحقيقا لكونه رحمة للعالمين في الدارين النووي: إنما جمع في الحديث بين الشيء وضده لأنه قد فعلهما في وقتين فلو اقتصر علي يسروا لصدق ذلك علي من يسر مرة أو مرات وعسر في معظم الحالات فإذا قال لا تعسروا انتفى التعسير في جميع الأحوال وفي الحديث الأمر بالتبشير بفضل الله وسعة رحمته والنهي عن التفكير بذكر التخويف أي من غير ضمه إلي التبشير وفيه تأليف من قرب إسلامه وترك التشديد عليه وكذا من تاب عن المعاصي بتلطف بهم ويدرجون في أنواع الطاعة قليلا قليلا وقد كانت أمور الإسلام في التكليف علي التدريج فمتي يسرت علي الداخل في الطاعة والمزيد للدخول فيها سهل الدخول وكانت عاقبته غالبا التزايد منها ومتي عسرت عليه أوشك أن لا يدخل فيها (باب من جعل لأهل العلم أياما معلومة) وفي بعض النسخ معلومات وفي بعضها يوما معلوما. قوله (عثمان) أي ابن محمد بن إبراهيم الكوفي أبو الحسن العبسي بالموحدة ابن أبي شيبة بفتح الشين المنقوطة كتب الكثير وصنف المسند والتفسير. قال أبو حاتم: سمعت رجلا يسأل محمد بن عبد الله ابن ثمر عن عثمان بن أبي شيبة فقال. محمد لا يسأل عنه إنما يسأل عنا مات سنة تسع وثلاثين