(باب خلق آدم وذريته) قال تعالى «خلق الإنسان من صلصال كالفخار» والصلصال هو طين خلط بالرمل ويتصلصل أي يتصور و (الفخار) هو المطبوخ بالنار أي الخزف وأصل صلصل صل فضوعف فاء الفعل نحو صرصر وكبكب قال تعالى «فمرت به» استمر بها الحمل حتى وضعته وقال «لما عليها حافظ» أي إلا عليها يعني في معنى حرف الاستثناء وقال «لقد خلقنا الإنسان في كبد» أي شدة خلق وقال «قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا» أي مالا وقال «أفرأيتم ما تمنون» أي النطفة في الأرحام وقال «إنه على رجعه لقادر» أي رجع المنى أي النطفة إلى الاحليل وقال «خلق الزوجين الذكر والأنثى» وقال «ومن كل شيء خلقنا زوجين» أي كل شيء خلقه الله فهو شفع والخالق هو الوتر وحده لا شريك له فإن قلت السماء ليس بشفع بل وتر قلت معناه شفع الأرض كما أن الحار شفع للبارد مثلا وقال «إن الإنسان لفي خسر» أي ضلال وفسر «إلا الذين آمنوا» بقوله «إلا من آمن» وأمثال هذه تكثير لحجم الكتاب لا تكثير للفوائد والله أعلم بمقصوده وقال «إنا خلقناهم من طين لازب» أي لازم وقال «وينشئكم فيما لا تعملون» أي في خلق شاء وقال «فانظر إلى طعامك