للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الْآيَةَ

بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} {وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ}

قَالَ قَتَادَةُ مَكْتُوبٌ {يَسْطُرُونَ} يَخُطُّونَ {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} جُمْلَةِ الْكِتَابِ وَأَصْلِهِ {مَا يَلْفِظُ} مَا يَتَكَلَّمُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كُتِبَ عَلَيْهِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُكْتَبُ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ {يُحَرِّفُونَ} يُزِيلُونَ وَلَيْسَ أَحَدٌ يُزِيلُ لَفْظَ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَكِنَّهُمْ يُحَرِّفُونَهُ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَاوِيلِهِ دِرَاسَتُهُمْ تِلَاوَتُهُمْ {وَاعِيَةٌ} حَافِظَةٌ {وَتَعِيَهَا} تَحْفَظُهَا {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ} يَعْنِي أَهْلَ

ــ

الأرض فيؤثر فيها و {كتب مقعده} أي قدر في الأزل أن يكون من أهل النار أو من أهل الجنة فقالوا ألا نعتمد على ما قدر الله علينا ونترك العمل فقال لا اعملوا فإن أهل السعادة يبشرون لعملهم وأهل الشقاوة لعملهم. فإن قلت ما حاصل الكلام قلت هو أنهم قالوا إذا كان الأمر مقدرا فنحن نترك المشقة التي في العمل الذي لأجلها سمى بالتكليف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مشقة ثمة إذ كل ميسر لما خلق له وهو يسير على من يسره الله عليه، فإن قلت فلم الثواب والعقاب قلت هما باعتبار علاماتهما. الخطابي: لما أخبرهم عن سبق الكتاب أرادوا أن يتخذوه حجة في ترك العمل فأعلمهم أن ههنا أمرين لا يبطل أحدهما الآخر باطن هو العلة الموجبة في حكم الربوبية وظاهر هو السمة اللازمة في حق العبودية وإنما هو أمارة للعاقبة غير مقيدة حقيقة فبين لهم أن كلا ميسر لما خلق له وأن عمله في العاجل دليل مصيره في الآجل والظاهر لا يترك للباطن مر في كتاب الجنائز. قوله تعالى {ن والقلم وما يسطرون} أي يخطون وقال "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" أي أصله وجملته وقال " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " أي ما يتكلم من شيء خيرا أو شرا إلا كتب عليه وقال تعالى " يحرفون الكلم عن مواضعه " أي يزيلونه من جهة المعنى ويؤولونه بغير الحق المراد وقال تعالى " وإن كنا عن دراستهم لغافلين " أي عن تلاوتهم وقال تعالى "وتعيها أذن واعية" أي

<<  <  ج: ص:  >  >>