فقيل أنه موافقة صفاتها التي خلقها الله عليها وتناسبها في أخلاقها وقيل أنها خلقت مجتمعة ثم فرقت في أجسادها فمن وافق إنسانا ألفه ومن باعده نافره، الخطابي: فيه وجهان أحدهما أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر وأن الخير من الناس يحن إلى شكله والشرير يميل إلى نظيره فالأرواح إنما تتعارف بضرائب طباعها التي جبلت عليها من الخير والشر فإذا اتفقت الأشكال تعارفت وتآلفت وإذا اختلفت تناكرت وتنافرت والآخر أنه روى أن الله خلق الأرواح قبل الأجساد فكانت تلتقي فلما ألبست بالأجساد تعارفت بالذكر الأول فصار كل منها إنما يعرف وينكر على ما سبق له من العهد المتقدم، فإن قلت ما مناسبة هذا الباب بكتاب الأنبياء، قلت لعله الإشارة إلى أن آدم وأولاده تركب من البدن والروح (باب قول الله تعالى ولقد أرسلنا نوحا) قال تعالى «وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي» أي ما ظهر لنا أول النظر قبل التأمل وقال «ويا سماء أقلعي» والإقلاع عن الأمر الكف