أنهم مكذبون من عند الله لا من عندهم بقرينة الاستشهاد بالآية التي في البقرة. فإن قلت لو كان كما قالت عائشة لقيل وتيقنوا أنهم قد كذبوا لأن تكذيب القوم لهم كان متيقنا قلت تكذيب أتباعهم من المؤمنين كان مظنونا والمتيقن هو تكذيب الذين لم يؤمنوا أصلا. فإن قلت ما وجه كلام ابن عباس قلت قال في الكشاف: وعن ابن عباس فظنوا حين ضعفوا وغلبوا أنهم قد اخلفوا ما وعدهم الله من النصر وقال وكانوا بشرا وتلا قوله تعالى "وزلزلوا حتى يقول الرسول" فإن صح هذا فقد أراد بالظن ما يهجس في القلب منه شبه الوسوسة وحديث النفس على ما عليه البشرية وأما الظن الذي يترجح أحد الجانبين على الآخر فيه فغير جائز على آحاد الأمة فكيف بالرسل. الخطابي: فإن قيل ما وجه ما ذهب إليه ابن عباس قلت لاشك أن مذهبه أنه لم يجز على الرسل أن يكذبوا بالوحي الذي يأتيهم من قبل الله تعالى لكن يحتمل أن يقال أنهم عند تطاول البلاء وإبطاء نجز الوعد توهموا أن الذي جاءهم من الوحي كان غلطا منهم فالكذب متأول بالغلط كقولهم كذبتك نفسك وحاصله أن الذي عرض من الريبة إنما ينصرف إلى الوسائط التي هي مقدمات الوحي. قوله (النضر) بسكون المعجمة (ابن شميل) مصغر الشمل بالمعجمة و (عبد الله بن عون) بفتح المهملة وبالنون و (أخذت عليه يوما) أي ضبطت قراءته و (عبد الصمد) ابن عبد الوارث التنوري البصري و (في) أي في موضع الحرث أي في قبلها وإن كان من خلفها وهذا دليل جواز حذف المجرور