والشطحيات يقولون هاهو ذا أبو هريرة عريف أهل الصفة الذين هم شيوخنا في الطريقة عالم بذلك قائل به قالوا والمراد بالأول علم الأحكام والأخلاق وبالثاني علم الأسرار المصون عن الأغيار المختص بالعلماء بالله سبحانه وتعالى من أهل العرفات وقال قائلهم
يا رب جوهر علم لو أبوح به ... لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلون دمي ... يرون أقبح ما يأتونه حسنا
وقال بعضهم العلم المكنون والسر المصون علنا وهو نتيجة الخدمة وثمرة الحكمة لا يظفر به إلا الغواصون في بحار المجاهداث ولا يشعر بها إلا المصطفون بأنوار المشاهدات إذا هي أسرار متمكنة في القلوب لا تظهر إلا بالرياضة وأنوار ملمعة في الغيوب لا تنكشف إلا للأنفس المرتاضة. وأقول نعم ما قال لكن بشرط أن لا تدفعه القواعد الاسلامية ولا تنفيه القوانين الايمانية إذ ما بعد الحق إلا الضلال قال الشيخ أبو حامد الغزالي رحمه الله متصوفة أهل الزمان إلا من عصمه الله تعالى اغتروا بالزي والمنطق والهيئة من السماع والرقص والطهارة والجلوس على السجادات واطراق الرأ وإدخاله في الجيب كالمتفكر ومن تنفس الصعداء وخفت الصوت في للحديث إلى غير ذلك فظنوا لذلك أنهم منهم ولم يتعبوا أنفسهم فقط في المجاهدة والرياضة ومراقبة القلب وتطهير الباطن والظاهر من الأثام الخفية والجلية وكل ذلك من أوائل منازل المتصوفة ولو فرغوا عن جميعها لما جازلهم أن بعدوا أنفسهم من الصوفية كيف ولم يحوموا قط حولها بل يتكالبون على الحرام والشبهات وأموال السلاطين ويتنافسون في الفلس والرغيف والحبة ويتحاسدون على النقير والقطمير ويمزق بعضهم أعراض بعض وليسوا من الرجال في شيء بل هم أعجز من العجائز في المعارك فإذا كشف عنهم الغطاء فو افضيحتان على رءوس الاشهاد ومنهم طائفة ادعت علم المعرفة ومشاهدة الحق ومجاوزة المقامات والأحوال ولا تعرف هذه الأمور إلا بالأسمى والألفاظ إلا أنه تلقف من ألفاظ الطائفة كلمات فهو يرددها ويظن أن ذلك علم أغلى من علوم الأولين والأخرين فهو ينظر إلى الفقهاء والمفسرين والمحدثين بعين الأرزاء حتى إن الفلاح يترك فلاحته والحائك حياكته ويلازمهم أياما ويتلقف عنهم الكلمات المزيفة فهو يرددها كأنه يتكلم عن الوحي ويخبر عن سر الأسرار ويستحقر بذلك جميع العباد والعلماء فيقول في العباد إنهم أجراء متعبون وفي العلماء إنهم بالحديث عن الله محجوبون ويدعى لنفسه أنه الواصل إلى الحق وانه من المقربين وهو عند الله من الفجار المنافقين وعند أرباب القلوب من الحمقاء الجاهلين وأصناف غرور أهل الإباحة من المتشبهين بالصوفية لا تحصى