ثوابه طيبة نفسه بذلك غير كارهة ولا مستثقلة لصيامه أو مستطيلة لأيامه. قال البخاري رضي الله عنه (باب الدين يسر وقول النبي صلى الله عليه وسلم أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة) الباب مضاف إلى الجملة. و (الدين) مرفوع ومضاف إلى لفظة القول فهو مجرور. و (أحب) مبتدأ. و (الحنيفية) خبره وهي صفة للملة المقدرة والجملة مقول القول ومعنى الحنيف المائل عن الباطل إلى الحق و (السمحة) أي السهلة إذ المسامحة المساهلة والملة السمحة التي لا حرج فيها ولا تضييق فيها على التماس أي ملة الإسلام ويحتمل أن تكون اللام للعهد ويراد بالملة الحنيفية الملة الإبراهايمية مقتبساً من قوله: تعالى (بل ملة إبراهيم حنيفا) والحنيف عند العرب من كان على ملة إبراهيم ثم سمي من اختتن وحج البيت حنيفاً وسمي إبراهيم حنيفاً لأنه مال عن عبادة الأوثان ومعناه بعثت بالملة الإبراهيمية التي مبناها على السهولة والمسامحة المخالفة لأديان بني إسرائيل وما يتكلفه أحبارهم ورهبانهم من الشدائد وأحب بمعنى المحبوب لا بمعنى المحب. فإن قلت لا مطابقة بين المبتدأ والخبر لأن المبتدأ مذكر والخبر مؤنث. قلت من الملة الحنيفية كأنها غلبت عليها الاسمية حتى صارت علماً أو أن أفعل التفضيل المضاف لقصد الزيادة على أضيف إليه يجوز فيه الإفراد والمطابقة لمن هو له. فإن قلت فيلزم أن تكون الملة ديناً وأن يكون سائراً لأديان أيضاً محبوباً إلى الله سبحانه وتعالى وهما باطلان إذ المفهوم من الملة غير المفهوم من الدين وإذ سائر الأديان منسوخة. قلت اللازم الأول قد يلتزم وأما الثاني فموقوف على تفسير المحبة أو المراد بالدين الطاعة أي أحب الطاعات هي السمحة. قوله:(عبد السلام) هو أبو ظفر بالظاء المعجمة والفاء المفتوحتين ابن مطهر بصيغة المفعول من التطهير بالطاء المهملة الأزدي مات سنة أربع وعشرين ومائتين. قوله:(عمر) هو أبو حفص ابن علي بن عطاء بن مقدم بفتح الدال الشديدة المقدمي البصري قال ابن سعد كان عمر ثقة ويدلس تدليساً شديداً توفي سنة تسعين ومائة. قال عثمان لم يكونوا ينقمون منه غير التدليس ولم أكن أقبل منه حتى يقول حدثنا وأقول وما كان في الصحيحين عن المدلسين بعن فمحمول على ثبوت سماعهم من جهة أخرى. قوله:(معن) بفتح الميم وسكون العين المهملة وهو ابن محمد بن معن الغفاري