لا مسرفا ولا مقترا بل بين ذلك قواما وهلم جرا {باب قوله تعالى: يريدون أن يبدلوا كلام الله} وقال تعالى {إنه لقول فصل} أي الحق وما هو باللعب، قوله {يؤذيني} هذا من المتشابهات وكذلك اليد والدهر فإما أن يفوض وإما أن يؤول بأن المراد من الإيذاء النسبة إليه تعالى ما لا يليق به وباليد القدرة و {بالدهر المدهر} أي تغلب الدهر والقرينة بعد الدلائل العقلية على تنزيهه من كونه نفس الزمان لفظ أقلب الليل والنهار إذ هو كالمبين للمقصود منه وفي بعض الروايات بالنصب أي أنا ثابت في الدهر باق عليه ومثل هذا الحديث يسمى بالحديث القدسي والمقصود منه إثبات إسناد القول إليه تعالى مر أولا في سورة الجاثية وثانيا في كتاب الأدب. الخطابي: كانوا يضيفون المصائب إلى الدهر وهم فرقتان الدهرية والمعترفون بالله تعالى لكنهم ينزهونه على نسبة المكاره إليه والفرقتان كانوا يسبون الدهر ويقولون تبا له وخيبة الدهر فقال الله تعالى لا تسبوه على معنى أنه هو الفاعل فلى معنى أنه هو الفاعل فإن الله هو الفاعل فإذا سببتم الذي أنزل بكم المكاره ورجع إلى الله فمعناه أنا مصرفه. قوله {أبو نعيم} مصغرا للفضل بالمعجمة وهو يروي عن الأعمش سليمان وفي نسخة عن سفيان عن الأعمش وكلاهما صحيح لأننه سمع منه ومن السفيانيين. فإن قلت جميع الطاعات المعتبرة لله وهو يجزي به فما وجه التخصيص قلت سبب الإضافة أنه لم يعبد أحد غير الله به إذ لم يعظم الكفار في عصر من الأعصار معبودا لهم بالصيام