وقد نهى عن الافتخار بالآباء؟ قلنا يتأول بأنه إشارة إلى رؤيا كان رآها عبد المطلب فأخبر بها قريشاً وعبرت بأنه سيكون له ولد يسود الناس ويملكهم وتهلك أعداؤه على يديه وكان ذلك مشهوراً فيهم فذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا أمر تلك الرؤيا لتقوي بذلك قوة من كان قد انهزم من أصحابه فرجعوا. وقد يقال إنه إنما أشار بذلك على خبر كان متداولاً على وجه الزمان أخبر به سيف ابن ذي يزن بفتح التحتانية وفتح الزاي عبد المطلب وقت وفادته عليه في جماعة وهو أن يكون من ولده نبي وكان ذلك مما تناول أقيال اليمن كابراً على أن بلغ سيفاً، والوجه الآخر أن يكون الافتخار المنهى عنه ما كان في غير الجهاد لأنه فيه يرهب العدو ويفت في عضده، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نصر بالرعب فإذا أخبر باسمه واسم آبائه ألقي الرعب في قلوبهم، أقول وأعلمهم أيضاً أنه ثابت ملازم للحرب وعرفهم موضعه ليرجع إليه الراجعون (الغرز) بتقديم الراء على الزاي الركاب من الجلد وقيل إذا كان من خشب أو حديد فهو ركاب. قوله (عمرو ابن عون) بفتح المهملة وبالنون مر في الصلاة و (عرى) بضم المهملة وسكون الراء هو ما