للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي

بَاب مَا جَاءَ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} السَّمَاءُ {سَمْكَهَا} بِنَاءَهَا الْحُبُكُ اسْتِوَاؤُهَا وَحُسْنُهَا {وَأَذِنَتْ} سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ {وَأَلْقَتْ} أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنْ الْمَوْتَى وَتَخَلَّتْ عَنْهُمْ {طَحَاهَا} دَحَاهَا {بِالسَّاهِرَةِ} وَجْهُ

ــ

والمكتوب هو أن رحمتي غلبت غضبي (فهو) أي الكتاب والعندية ليست مكانية بل هو إشارة إلى كمال كونه مكنونا عن الخلق مرفوعا عن حيز إدراكهم وفي بعضها بدل غلبت سبقت، فإن قلت الغضب هو غليان دم القلب لإرادة الانتقام فكيف يصح على الله، قلت المراد لازمه وهو إرادة إيصال العقاب فإن قلت صفات الله قديمة فكيف يتصور سبق بعضها على بعض، قلت السبق باعتبار التعلق أي تعلق الرحمة سابق على تعلق الغضب لأن الرحمة مقتضى ذانه تعالى بخلاف الغضب فإنه يتوقف على سابقة عمل من العبد مع أن الرحمة والغضب ليسا صفتين لله تعالى بل هما فعلان له وجاز تقدم بعض الأفعال على بعضها، الخطابي: فوق العرش، قال بعضهم معناه دون العرش استعظاما أن يكون شيء من الخلق فوق عرش الله كما في قوله تعالى «بعوضة فما فوقها» أي ما دونها أي أصغر منها وبعضهم أن لفظ الفوق زائد كقوله تعالى «فإن كن نساء فوق اثنتين» إذ الثنتان يرثان الثلثين، والأحسن أن يقال أراد بالكتاب أحد شيئين إما القضاء الذي قضاه وأوجبه ومعناه يعلم ذلك عنده فوق العرش قال تعالى «علمها عند ربي في كتاب» وأما اللوح المحفوظ الذي فيه ذكر الخلائق وأحوالهم فذكره أو علمه عنده فوق العرش هذا مع أنه لا محذور أي يكون كتاب فوق العرش (باب ما جاء في قوله والسقف المرفوع) بالرفع والجر حكاية عما في سورة

<<  <  ج: ص:  >  >>