عنه ويفهم منه أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله وما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ومحبة الله إرادة الخير ومحبة الملائكة استغفارهم له وإرادتهم خير الدارين له أو ميل قلوبهم إليه وذلك لكونه مطيعا لله تعالى محبوبا له، {باب الحب في الله} قوله {في الله} أي في ذات الله لا يشوبه الرياء والهوى. فإن قلت: الحلاوة إنما هي المطعومات. قلت: شيه الإيمان بالعسل بجامع ميل القلب إليهما وأسند إليه ما هو من خواص العسل فهو استعارة بالكناية، قوله {المرء} بالنصب فإن قلت: كيف جاز الفصل بين الأحب وكلمة من. قلت: في الظرف توسعة ومحبة الله تعالى إرادة طاعته ومحبة رسوله إرادة متابعة. فإن قلت المحبة أمر طبيعي لا يدخل تحت الاختيار قلت المراد الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل رجحانه ويستدعي اختياره علة خلاف الهوى كالمريض يعاف الدواء ويميل إليه باختياره. فإن قلت ما الفرق بينه وبين ما قال صلى الله عليه وسلم لمن قال ومن يعصهما فقد غوى: بئس الخطيب أنت قلت هو أن المعتبر هو المركب من المحبتين لا كل واحدة منهما فإنها وحدها ضائعة بخلاف المعصية فإن كل واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية ومر الحديث بما فيه من المباحث شريفة في كتاب الإيمان. قوله