للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَالَ «أُرِيتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ مَنْظَراً كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ»

[باب كراهية الصلاة في المقابر]

٤٢٤ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِى نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «اجْعَلُوا فِى بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا»

ــ

بتشديد النون حفيرة النار وقيل إنه لفظ توافق فيه جميع اللغات قوله (قال الزهري) تعليق بلفظ الصحيح (والنار) الظاهر أن اللام فيه للعهد أي نار جهنم. قوله (عبد الله بن مسلمة) بفتح الميم واللام والإسناد بعينه مر في باب كفران العشير، قوله (انخفست) أي انكسفت و (فصلى) أي صلاة الكسوف و (أريت) بضم الهمزة أي بصرت النار في الصلاة (وكاليوم) صفة لمصدر محذوف أي رؤية مثل رؤية اليوم أو المنظر بمعنى الزمان أي زماناً للنظر فظيعاً مثل اليوم (وقط) بتشديد الطاء وتحقيقها للزمان الماضي المنفي ويقال أيضاً فيهما قط بضمتين وأما إذا كان بمعنى حسب فهي مفتوحة ساكنة الطاء (وأفظع) أي أشنع والفظيع الشنيع الشديد المجاوز المقدار. الخطابي: هو يحتمل وجهين أن يكون بمعنى الفظيع كأنه قال لم أر منظراً أفظع منه. قال ابن بطال الصلاة جائزة إلى كل شئ إذا لم يقصد الصلاة إليه وقصد بها الله سبحانه وتعالى والسجود لوجهه خالصاً ولا يضره استقبال شئ من المعبودات وغيرها كما لم يضر النبي - صلى الله عليه وسلم - ما رآه في قبلته من النار، أقول وفيه استحباب صلاة الكسوف وأن النار محفوظة فكذا الجنة إذ لا قائل بالفوق واعلم أن هذا الحديث مختصر من مطول ومثله يسمى بالمخزوم (باب كراهة الصلاة في المقابر) قوله (يحيى) أي القطان و (عبيد الله) أي ابن عمر العمري المذكور آنفاً. قوله (من صلاتكم) أي بعض صلاتكم وهو مفعول الجعل وهو متعد إلى واحد كقوله تعالى (وجعل الظلمات والنور) وهو إذا كان بمعنى التعبير يتعدى إلى مفعولين كقوله تعالى (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض) قوله (لا تتخذوها قبوراً) أي مثل القبور بأن لا تصلوا فيها. الخطابي: وفيه دليل على

<<  <  ج: ص:  >  >>