للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ، وَالنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ، وَتِلْكَ الأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى». وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَأَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتُرُنِى، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِى الْمَسْجِدِ فَزَجَرَهُمْ {عُمَرُ} فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «دَعْهُمْ أَمْناً بَنِى أَرْفَدَةَ». يَعْنِى مِنَ الأَمْنِ.

باب مَنْ أَحَبَّ أَنْ لَا يُسَبَّ نَسَبُهُ.

٣٣٠٣ - حَدَّثَنِى عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتِ اسْتَاذَنَ حَسَّانُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فِى هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ «كَيْفَ بِنَسَبِى». فَقَالَ حَسَّانُ لأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ. وَعَنْ أَبِيهِ قَالَ ذَهَبْتُ أَسُبُّ حَسَّانَ عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ لَا تَسُبُّهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله

ــ

و (دعهم) أي اتركهم آمنين أو هو مفعول مطلق أي ائمنوا أمناً ليس لأحد أن يمنعكم ونحوه. فإن قلت ما الغرض من لفظ يعني من الأمن قلت بيان أنه مشتق من الأمن الذي هو ضد الخوف لا من الإيمان أو أن التنوين فيه للتعظيم أو أنه منصوب بأنه مفعول له أو بنزع الخافض أو أنه مشتق من الأمن لا مصدر يعني أنه جمع أمن كصحب وصاحب ومر الحديث في آخر العيد. قوله (لأسلنك) أي لأتلطفن في تخليص نسبك من هجوهم بحيث لا يبقى جزء من نسبك فيما ناله الهجو كما أن الشعرة إذا سلت من الخمير لا يبقى منها شيء بخلاف ما لو سلت من شيء صلب فإنه ربما انقطعت وبقيت منها بقية. قوله (أسب) يعني بسبب ما وافق أهل الإفك و (ينافح) بإهمال الحاء يدافع يقال نافحت عن

<<  <  ج: ص:  >  >>