لعلهما لم يكونا واجبين في ذلك الوقت أو على السامع. قوله (أوسط الجنة) فإن قلت أعلى الجنة كيف يكون أوسطها؟ قلت المراد. بالأوسط الأفضل وقيل النكتة في الجميع بين الأعلى والأوسط لأنه أراد بأحدهما الحسي وبالآخر المعنوي وقيل ما سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجهاد في سبيل الله وعدمه في دخول الجنة ورأى أن استبشار السامع بذلك السقوط مشاق الجهاد عنه استدرك بقوله إن في الجنة مائة درجة كذا وكذا وأما الجواب به فهو من الأسلوب الحكيم أي بشرهم بدخول الجنة بالإيمان ولا تكتف بذلك بل زد عليهما بشارة أخرى وهو الفوز بدخول الجنة بالإيمان، ولا تكتف بذلك بل زد عليها بشارة أخرى وهو الفوز بدرجات الشهداء وبل بشرهم أيضاً بالفردوس. وفيه الحث على ما يحصل به أقصى درجات الجنان من المجاهدة مع النفس، قال الله تعالى ((وجاهدوا في الله حق جهاده)). قال القاضي عياض: يحتلم أن تجرى الدرجات على ظاهرها محسوماً وأن تجرى على المعنى والمراد كثرة النعم وعظم الإحسان. قوله (صعدا بي) أي أصعداني ومر الإسناد مع الحديث بطوله في آخر كتاب الجنائز (وقاب