للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَنْ فِيهِنَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِي لَا إِلَهَ لِي غَيْرُكَ

٦٩٣٧ - حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا وَقَالَ أَنْتَ الْحَقُّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ

بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}

وَقَالَ الْأَعْمَشُ عَنْ تَمِيمٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}

ــ

جملة صفات الفعل، فإن قلت الوعد أيضا قول قلت هو عطف الخاص على العام والحق هنا بمعنى الثابت أو الصدق واللقاء البعث و {أنبت} أي رجعت إلى عبادتك أو فوضت إليك و {بك} أي ببراهينك التي أعطيتني خاصمت الأعداء وكل من جحد الحق حاكمته إليك أي جعلتك الحاكم بيني وبينه لا غيرك ما كانت تتحاكم إليه أهل الجاهلية من الصنم ونحوه وأما سؤاله المغفرة فهو تواضع أو تعليم لأمته وفيه مباحث شريفة تقدمت ثمة. قوله {ثابت} ضد الزائل ابن محمد العابد البناني بضم الموحدة وخفة النون الأولى و {سفيان} أي الثوري وزاد لفظ {الحق} قبل لفظ {وقولك الحق} أي الثابت المتحقق الموجود على الإطلاق أزلا وأبدا. {باب قول الله تعالى وكان الله سميعا بصيرا} قوله {تميم} بن سلمة بفتحتين السلمي بالضم الكوفي مات سنة مائة و {وسع} أي أدرك سمعه الأصوات لأن السعة والضيق إنما يتصوران في الأجسام وهو منزه عنه وفيه الرد على المعتزلة حيث قالوا إنه سميع بلا سمع وعلى من قال معنى السميع العالم بالمسموعات. فن قلت كيف يتصور السميع له تعالى وهو عبارة عن وصول الهواء المتموج غلى العصب المفروش في مقعر الصماخ قلت ليس السمع ذلك بل هو حالة يخلقها الله تعالى في الحي نعم جرت سنة الله تعالى أنه لا يخلقه عادة إلا عند وصول الهواء إليه ولا ملازمة عقلا بينهما فالله تعالى يسمع المسموع بدون هذه الوسائط العادية كما أنه يرى بدون المواجهة والمقابلة وخروج الشعاع ونحوه من الأمور التي لا يحصل الإبصار

<<  <  ج: ص:  >  >>