أن يكون لي أجرها يأكل منها غيري. وذكر أبو الوفاء البغدادي أنه مر أنو شروان على شيخ يغرس شجر الزيتون فقال له ليس هذا أوان غرسك الزيتون وهو شجر بطيء الإثمار، فأجاب: غرس من قبلنا فأكلنا ونغرس ليأكل من بعدنا فقال أنو شروان: زه أي أحسنت وكان إدا قال» زه «يعطى من قيلت له أربعة ألاف درهم فقال أيها الملك كيف تتعجب من غرسي وإبطاء ثمره فما أسرع ما أثمر فقال زه فزيد أربعة ألاف أخرى، فقال كل شجرة تثمر في العام مرة وقد أثمرت شجرتي في العام مرتين فقال زه فزيد مثلها ومضى أنو شروان فقال إن وقفنا عليه لم يكفه ما في خزائننا. قوله ((الاقتناء)) أي الاتخاذ والإمساك و ((القيراط)) ههنا مقدار معلوم عند الله والمراد نقص جزء من أجزاء عمله , فإن قلت جاء في بعض الروايات الأخر قيراطان فما التوفيق بينهما؟ قلت يحتمل أن يكونا في نوعين من الكلام أحدهما أشد إيذاء من الأخر أو القيراطان في المدن والقرى والقيراط في البوادي أو هما في زمانين فذكر القيراط أو لا ثم زاد التغليظ فذكر القيراطين. واختلفوا في سبب النقصان فقيل امتناع الملائكة من دخول بيته أو ما يلحق المارين من الأذى أو ذلك عقوبة لهم لاتخاذهم ما نهى عن اتخاذه أو لكثرة أكله النجاسات أو لكراهة رائحتها أو لأن بعضها شيطان أو لو لوغه في الأواني عند غفلة صاحبها. قوله ((أو ماشية)) أو للتنويع لا للترديد واستثنى الكلب الذي فيه منفعة ومصلحة ترجيحا للمصلحة الراجحة على المفسدة