أن يقال إن الشيطان ملأ سمعه بالأباطيل فأحدث في أذنه وقراً عن استماع دعوة الحق أقول فهذه ستة أوجه في تقريره وخص الأذن بالذكر والعين أنسب بالنوم إشارة إلى ثقل النوم فإن المسامع هي موارد الانتباه وخص البول من الأخبثين لأنه أسهل مدخلا في التجاويف وأسرع نفوذا في العروق فيورث الكسل في جميع الأعضاء. (باب الدعاء والصلاة من آخر الليل). قوله (ما يهجعون) أي ما ينامون وما إما زائدة و (قليلا) ظرف أو صفة للمصدر أي هجعوا قليلا أو مصدرية أو موصولة أي كانوا قليلا من الليل هجوعهم أو ما يهجعون فيه وارتفاعه بقليلا على الفاعلية. قوله (الأغر) بإعجام الغين وشدة الراء. سلمان الجهني مر في باب الاستماع إلى الخطبة وهو مشهور بالأغر ولم يكتف البخاري به بل كناه أيضا ليمتاز عن الأغر أبي مسلم. قال الغساني الأغر أبو عبد الله والأغر أبو مسلم رجلان من أهل العلم من جعلهما واحدا لروايتهما عن أبي هريرة حديث النزول. قوله (ينزل ربنا) فإن قلت النزول هو انتقال الجسم من فوق إلى تحت والله منزه عنه فما معناه. قلت هو من المتشابهات والمفوضة يؤمنون بها ويفوضون تأويله إلى الله تعالى مع الجزم بتنزيهه عن صفات النقصان والمؤولة يؤولونها على ما يليق به بحسب المواطن فأولوا هذا الحديث بوجهين بأن معناه ينزل أمره أو ملائكته وبأنه استعارة ومعناه التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحوه. الخطابي: هذا الحديث من أحاديث
الصفات مذهب السلف فيه الإيمان بها وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنه