الساعة وإن ظهرت أشراطها وضعف الدين فلا بد أن يبقي من أمته من يقوم به. فإن قيل قال صلي الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتي لا يقول أحد الله الله وقال أيضا لا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس فلنا هذه الأحاديث لفظها علي العموم والمراد منها الخصوص فمعناه لا تقوم الساعة علي أحد يوحد الله إلا بموضع كذا فإن به طائفة قائمة علي الحق ولا تقوم إلا علي شرار الناس بموضع كذا إذ لا يجوز أن تكون الطائفة القائمة علي الحق التي توحد الله هي شرار الخلق وقد جاء ذلك بينا في حديث أبي أمامة الباهلي أنه صلي الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خالفهم قيل وأين هم يا رسول الله قال ببيت المقدس أو أكناف بيت المقدس. النووي: لا مخالفة بين الأحاديث لأن المراد من أمر الله الريح اللينة التي تأتي قرب الساعة وتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة وهذا قبل القيامة وأما الحديثان الآخران فهما علي ظاهر هما إذ ذاك عند يوم القيامة وأما هذه الطائفة فقال البخاري هم أهل العلم. وقال الأمام أحمد بن حنبل إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم. وقال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث. وقال النووي يحتمل أن تكون هذه الطائفة مفرقة من أنواع المؤمنين فمنهم مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد إلي غير ذلك (باب الفهم في العلم) فإن قلت قال الجوهري فهمت الشيء أي علمته فالفهم والعلم بمعني واحد فكيف يصح أن يقال الفهم في العلم. قلت المراد من العلم المعلوم كأنه قال باب إدراك المعلومات. قوله (علي) هو ابن عبد الله بن جعفر بن نجيح بفتح النون وكسر الجيم وبالحاء أبو الحسن المشهور بابن المديني مولي عروة بن عطية السعدي البصري وكان أصله من المدينة إمام مبرز في هذا الشأن وكان سفيان ابن عيينة يسميه جنة الوادي وإذا قام ابن المدني من مجلس سفيان يقوم ويقول إذا قامت الخيالة لم يجلس مع الرجالة وقال الأعين رأيت علي بن المديني مستلقيا وأحمد بن حنبل عن يمينه ويحي بن معين عن يساره وهو يملي عليهما. وقال ابن الأثير كان علي آية من آيات الله تعالي في معرفة الحديث وعلله. وقال أبو حاتم كان علما في الناس مات بالمعسكر أو بالبصرة أو بسر من رأي سنة أربع وثلاثين ومائتين والظاهر أن لفظ هو ابن عبد الله من الفربري أو من راو آخر من رواة الصحيح. قوله (سفيان) هو ابن عينة الهلالي الكوفي أدرك ثمانين نفساً من