من العدو وأمثال هذه الإطلاقات ليس إلا على سبيل التجوز إذ البراهين العقلية القاطعة قائمة على استحالتها على الله تعالى فمعناه من تقرب إلي بطاعة قليلة أجازيه بثواب كثير وكلا زاد في الطاعة أزيد في الثواب وإن كان كيفية إتيانه بالطاعة على التأني يكون كيفية إتياني بالثواب على السرعة فالغرض أن الثواب راجح على العمل مضاعف عليه كما وكيفا ولفظ النفس والتقرب والهرولة إنما هو مجاز على سبيل المشاكلة أو على سبيل الاستعارة أو على قصد إرادة لوازمها وهو من الأحاديث القدسية الدالة على كرم أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين اللهم ارزقنا حظا وافرا منه والمقصود من هذا الباب بيان إطلاق النفس وهو بمعنى الذات. فإن قلت الحديث الأول ليس فيه ذكر النفس قلت لعله اعتبر استعمال أحد مقام النفس وهو بمعنى الذات. فإن قلت الحديث الأول ليس فيه ذكر النفس قلت لعله اعتبر استعمال أحد مقام النفس وهما متلازمان في صحة الاستعمال لكل منهما مكان الآخر والظاهر أنه كان قبل الباب ونقله الناسخ إلى هذا الباب لأنه أنسب بذلك قال المهلب: أسماء الله تعالى ثلاثة أنواع ما يرجع إلى الذات فقط ككونه ذاتا وموجودا أو ما يرجع إلى إثبات معنى وهو صفة قائمة به كالحياة وما يرجع إلى الفعل كالخلق والصفات الذاتية بعضها مع بعض لا هو ولا غيره بخلاف الصفات الفعلية فإنها متغايرة أي كالرحمة والغضب. {باب قول الله تعالى كل شيء هالك إلا وجهه} قوله {بوجهك} أي بذاتك أو بالوجه الذي له لا كالوجوه أو بوجودك وقيل الوجه زائد وفي الجملة البرهان قائم على امتناع العضو المعلوم