أن الصلاة لا تجوز في المقابر ويحتمل أن يكون معناه لا تجعلوا بيوتكم أوطاناً للنوم لا تصلون فيها فإن النوم أخو الموت وأما من أوله على النهي عن دفن الموتى في البيوت فليس بشئ وقد دفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته الذي كان يسكنه أيام حياته أقول هو شئ ودفن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيه لعله من خصائصه سيما وقد روي الأنبياء يدفنون حيث يموتون. قال صاحب التراجم فهم البخاري من الحديث أن المقابر لا يصلى فيها فإنه شبه البيوت التي لا يصلى فيها بالمقابر فدل بمفهومه على أن المقابر ليست محلاً للصلاة. قال وفيه نظر لأن الظاهر منه أن يكون المكلف بتركه الصلاة في بيته كالميت في قبره وليس فيه ما يتعلق بصلاة المكلف في المقابر ويدل عليه لفظ قبور ولو أراد ما ظنه البخاري لقال ولا تتخذوها مقابر والله أعلم (باب الصلاة في مواضع الخسف) قوله (بخسف) أي المكان الذاهب في الأرض و (بابل) اسم موضع بالعراق قريباً من الكوفة ينسب إليه السحر وهو غير منصرف. قال تعالى (وما أنزل على الملكين ببابل) قوله (إسماعيل) أي المشهور بابن أبي أويس مر في باب تفاضل أهل الإيمان و (عبد الله بن دينار) القرشي مولى عبد الله بن عمر في أمور الإيمان. قوله (هؤلاء المعذبين) بفتح الذال يعني ديار هؤلاء وهم أصحاب الحجر قوم ثمود وأمثالهم. قوله (لا يصيبكم) بالرفع لأنه استئناف كلام. فإن قلت كيف يصيب عذاب الظالمين غيرهم (ولا تزر وازرة وزر أخرى) قلت لا نسلم امتناع الإصابة إلى غير الظالمين. قال تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) وأما الآية الأولى فمحمولة على عذاب يوم القيامة ثم لا نسلم أن الذي يدخل موضعهم ولا يتضرع ليس بظالم لأن ترك التضرع في موضع يجب فيه التضرع