باب أَشَدُّ النَّاسِ بَلَاءً الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ.
٥٢٩٦ - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ عَنْ
ــ
بالقافين و (الوجع) أي المرض و (إبراهيم التيمي) بفتح الفوقانية وإسكان التحتانية و (الحارث ابن سويد) مصغر السود الكوفي و (عبد الله) أي ابن مسعود و (يوعك) بفتح المهملة يقال وعك الرجل يوعك فهو موعك و (الوعك) بالسكون وبالفتح الحمى وقيل ألمها وتعبها. قوله (ذاك) هو إشارة إلى تضاعف الحمى وفي الحديث اختصار إذ قال هذا بعد أن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني أوعك كما يوعك رجلان منكم و (أجل) أي نعم و (حات) أي نثر الله وتحات الشيء أي تناثر وتحات أي تنثر فإن قلت: هذا لا يدل على ما صدقه بقوله أجل إذ ذاك يدل على أن في المرض زيادة الحسنات وهذا على أنه يحط الخطيئات قلت أجل تصديق لذلك الخبر فصدقه أولا ثم استأنف الكلام وزاد عليه شيئاً آخر وهو حط السيئات فكأنه قال نعم يزيد الدرجات ويحط الخطيئات أيضاً واختلف العلماء فيه فقال أكثرهم فيه رفع الدرجة وحط الخطيئة وقال بعضهم أنه يكفر الخطيئة فقط (باب أشد الناس بلاء). قوله (الأمثل) أي الأفضل. فإن قلت: لم قال أولاً ثم الأمثل بلفظ ثم وثانياً فالأمثل بالفاء قلت للإعلام بالبعد والتراخي في المرتبة بين الأنبياء وغيرهم وعدم ذلك بين غير الأنبياء إذ لا شك أن البعد بين النبي والولي أكثر من البعد بين ولي وولي إذ مرتبة الأولياء بعضها قريبة من البعض ولفظ الأول تفسير للأمثل إذ معنى الأول المقدم في الفضل ولهذا لم يعطف عليه والحكمة في كون الأنبياء أشد بلاء أنهم مخصوصون بكمال الصبر ومعرفة أنها نعمة من الله تعالى