ذر قال النبي صلى الله عليه وسلّم ولفظ يا أبا ذر متعلق بقوله قال لي خليلي و (ما بقى) أي أي شيء بقى لفظ (قلت نعم) جواب لقوله اتبصر أحداً أي الجبل المشهور و (لا أسألهم دنياي) أي لا أطمع في دنياهم و (لا أستفتيهم عن دين) أي لا أسألهم عن أحكام الدين أي أقنع بالبلغة من الدنيا وأرضى باليسير مما سمعت من العلم من رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال ويمكن أن يكون أبو ذر ذهب إلى ما يقتضيه ظاهر لفظ الذين يكنزون الذهب والفضة إذ الكنز في اللغة المال المدفون سواء أديت زكائه أم لا وفي قول أبي ذر إنما يجمعون الدنيا دليل أن الكنز عنده جمع المال والدليل على أن الكنز مال لم تؤد زكاته ما تقدم آنفاً حيث قال أنا كنزك: قوله (مثل أحد) إما خبر لأن وذهبا تمييز وإما حال مقدم على الخبر فإن قلت هل لتخصيص الاستثناء بثلاثة دنانير حكمة معلومة قلت: الله أعلم ويحتمل أن هذا المقدار كان ديناً أو مقدار كفاية إخراجات تلك الليلة رسول الله صلى الله عليه وسلّم فإن قلت الإنفاق في سبيل الله مستحسن فلم ما أحبه رسول الله صلى الله عليه وسلّم قلت المراد أنفقه لخاصة نفسه أو المراد أنفقه في سبيل الله وعدم المحبة إنما هو للاستثناء الذي فيه أي ما أحب إلا إنفاق الكل قوله (وأن هؤلاء) عطف على أنهم لا يعقلون وليس من تتمة كلام الرسول بل هـ ومن كلام أبي ذر وكرر للتأكيد ولربط ما بعده عليه وفيه المبالغة في الزهد وكان مذهب أبي ذر أنه يحرم على الإنسان إدخار ما زاد على حاجته وجواز نفي العقل عن العقلاء مجازاً (باب إنفاق المال في حقه). قوله (لا حسد) أي لا غبطة ومر الفرق بينهما مع شرح