إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم) قوله:(شيئاً) التنوين للتحقير أو للتقليل أو لهما أي شيئاً حقير أو قليلاً لا يوافق مزاجها قال بعض العلماء الكفر أربعة أنواع كفر إنكار وكفر جحود وكفر معاندة وكفر نفاق وهذه الأربعة من لقي الله بواحدة منها لم يغفر له. فكفر الإنكار أن يكفر بقلبه ولسانه وأن لا يعرف ما يذكر له من التوحيد وكفر الجحود أن يعرف بقلبه ولا يقر بلسانه ككفر إبليس وكفر المعاندة أن يعرف بقلبه ويقر بلسانه ويأبى أن يقبل الإيمان بالتوحيد ككفر أبي طالب وكفر النفاق ظاهر. النووي: واعلم أن الشرع أطلق الكفر على ما سوى الأربعة وهو كفران الحقوق والنعم فمن ذلك الحديث الذي في هذا الباب وحديث (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) وأشباهه وهذا مراد البخاري بقوله: (وكفر دون كفر) قال وفي الحديث أنواع من العلم منها ما ترجم له وهو أن الكفر قدي طلق على غير الكفر بالله وفيه وعظ الرئيس المرءوس وتحريضه على الطاعة وفيه مراجعة المتعلم العالم والتابع المتبوع فيما قاله إذا لم يظهر له معناه وفيه تحريم كفران الحقوق والنعم إذ لا يدخل النار إلا بارتكاب حرام. وأقول فيه أن النار أي جهنم التي هي عقاب دار الآخرة مخلوقة اليوم وهو مذهب أهل السنة وفيه أن من عرف الكبيرة بأنها ما توعد الشارع بخصوصه عليه يكون كفران العشير عنده كبيرة قال ابن بطال الكفر ههنا هو كفر النعمة وقد أمر الله تعالى رسوله بشكر النعم وكفر نعمة الزوج هو من باب كفر نعمة الله تعالى لأن كل نعمة يصل بها العشير هي نعمة الله أجراها على يديه ومعنى هذا الباب أن المعاصي تنقص الإيمان وبين رسول اللهصلى الله عليه وسلم أنه أراد كفرانهن حق أزواجهن وذلك ينقص من إيمانهن ودل بذلك أن إيمانهن يزيد بشكرهن العشير وبأفعال البر كلها فثبت أن الأعمال من الإيمان وأنه قول وعمل إذ بالعمل الصالح يزيد وبالعمل السيئ ينقص وفيه دليل على أن المرء يعذب على جحد الإحسان وقيل شكر المنعم فريضة. وأقول فهذا فيه وجه آخر لمناسبة الحديث لترجمة الباب غير ما ذكره الشارح الآخر ولكل وجهة هو موليها. قال البخاري شكر الله سعيه (باب المعاصي) وهي جمع المعصية وهي مخالفة الشارع بترك واجب أو فعل محرم أعم من الكبائر والصغائر. و (الجاهلية) زمان الفترة قبل الإسلام سميت بذلك لكثرة جهالانهم. قوله:(لا يكفر صاحبها) هذا هو مذهب الجماعة وأما عند الخوارج فالكبيرة موجبة للكفر وعند المعتزلة موجبة للمنزلة بين المنزلتين وصاحبها