أهل المدينة خلفاً عن سلف على إفراد الإقامة ولو صحت زيادة أيوب وما رواه الكوفيون من تثنية الإقامة جاز أن يكون ذلك في وقت ما تم ترك العمل به أهل المدينة على الآخر الذي استقر الأمر عليه. والجواب أن زيادة الثقة مقبولة وحجة بلا خلاف وأما عمل أهل المدينة فليس بحجة مع أنه معارض بعمل أهل مكة وهي مجمع المسلمين في المواسم وغيرها (باب فضل التأذين) قوله (أبو الزناد) بكسر الزاي وبالنون والإسناد بعينه تقدم مراراً. قوله (له ضراط) جملة اسمية وقعت حالاً بدون الواو وهو ليس بضعيف لحصول الارتباط بالضمير وورد في القرآن، قال تعالى (اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدو) و (قضى) بلفظ المعروف أي المنادي وفي بعضها بالمجهول والقضاء جاء لمعان وههنا بمعنى الفراغ تقول قضيت حاجتي أي فرغت منها أو بمعنى الانتهاء (وثوب) أي أقيم. الخطابي: العامة لا يعرفون التثويب إلا قول المؤذن الصلاة خير من النوم لكني المراد منه هنا الإقامة بعد الأذان وأصل هذه الكلمة أن يلوح الرجل بثوبه عند الفزع يعلم بذلك أصحابه فسمى رفع الصوت بالأذان تثويباً وقيل أنه مأخوذ من ثاب بمعنى عاد إلى الشئ بعد ذهابه عنه فقيل للإقامة تثويب لأنه رجوع إلى الدعاء إلى الصلاة بعد ما دعاهم إليها بالأذان وقيل للمؤذن إذا قال الصلاة خير من النوم ثم عاد إليه مرة أخرى فقالها قد ثوب أي ردد القول به مرة أخرى وكذلك إذا قال قد قامت الصلاة مرتين، قال ابن الأنباري الصلاة خير من النوم سمي تثويباً لأنه دعاء ثان إلى الصلاة وذلك أنه لما قال حي على الصلاة دعاهم إليها ثم لما قال الصلاة خير دعا إليها مرة أخرى. قوله (يخطر) بضم الطاء وكسرها قال النووي: