للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[باب العلم والعظة بالليل]

١١٥ - حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَعْمَرٍ

ــ

عليه وأكثر العلماء جوزوا على رسول الله صلى عليه وسلم الاجتهاد فيما ينزل عليه الوحي وهو يحتمل الخطأ ولكنهم مجمعون على أن تقريره على الخطأ غير جائز ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى وان كان رفع درجته فوق الخلق كلهم فانه لم يبرئه من سمات الحدث والمريض موضوع عنه والقلم عن الناسي مرفوع وقدسها في صلاته فلم يستنكر أن يظن به حدوث بعض الأمور في مرضه فلذلك رأى عمر رضي الله عنه المصلحة في التوقف والله أعلم ومع هذا كله يجب أن يعلم أن ذلك القول منه لو كان عزيمة لأمضاه الله تعالى هذا آخر كلامه قال ابن بطال وفيه شاهد على بطلان ما يدعيه الشيعة من وصاية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإمامة لأنه لو كان عند علي رضي الله عنه عهد من الرسول صلى الله عليه وسلم أو وصية لأحال عليها وفيه من فقه عمر رضي الله عنه أنه خشي أن يكتب النبي صلى الله عليه وسلم أمورا ربما عجزوا عنها فاستحقوا عليها العقوبة لأنها منصوصة لا مجال للاجتهاد فيها وإنما قال حسبنا كتاب الله لقوله تعالى ((ما فرطنا في الكتاب من شيء وقع به وأراد الترفيه عن النبي صلى الله عليه وسلم لاشتداد مرضه فعمر أفقه من ابن عباس حين اكتفى بالقرآن ولم يكتف به ابن عباس وفيه دليل على أن للإمام أن يوصى عند موته وفي تركه الكتاب إباحة الاجتهاد لأنه وكلهم إلى أنفسهم واجتهادهم قال المازري, فإن قيل كيف جاز للصحابة الاختلاف في هذا الكتاب وكيف عصوه في أمره فالجواب أن الأوامر تقارنها إلى الندب أو الإباحة أو غيرهما فلعله طهر منه من القرائن ما دل على أنه لم يوجب ذلك عليهم بل جعلهم إلى اختيارهم فاختلف اختيارهم بحسب الاجتهاد ولعل عمر خاف أن المنافقين يتطرقون إلى القدح فيما اشتهر من قواعد الإسلام بكتاب يكتب في خلوة وآحاد ويضيفون إليه ما يشتبهون به على الذين في قلوبهم مرض ولهذا قال القرآن حسنا النووي: أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ومن ترك بيان ما أمر بيانه وتبليغ ما أوجب الله تبليغا وليس هو معصوما من الأمراض والأسقام العارضة للأجسام مما لا نقص فيه ولا فساد في شريعته قال وقول عمر حسبنا كتاب الله رد على من نازعه لا على أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم هم بالكتاب حين ظهر له مصلحة أو مصلحة أو أوحي إليه بذلك ثم ظهر أن المصلحة تركه أو أوحي إليه بذلك ونسخ والله أعلم بحقيقة الحال- ((باب العلم والعظة بالليل)) -وفي بعضها

<<  <  ج: ص:  >  >>