بأن يقال ما أوردته إما مجمع عليه أولاً فإن كان فالدليل مخصوص بالإجماع وإلا فلا يتم الإيراد إذ لا إلزام إلا بالمجمع عليه والله أعلم. قال البخاري رضي الله عنه (باب الحياء من الإيمان) هو برفع الحياء سواء أضفت إليه الباب أم لا لأنه مبتدأ ومن الإيمان خبره والحياء بالمد وتعريفه واشتقاقه بمعنى قوة الحياء أو ضعفها في الحي ووجه كونها من الإيمان وسائر مباحثه تقدم في باب أمور الإيمان. قوله:(عبد الله بن يوسف) هو التنيسي الدمشقي. و (مالك) هو الإمام المشهور. و (ابن شهاب) هو الزهري وقد سبق فضائل الثلاث وما يتعلق بهم. قوله:(سالم) هو أبو عمرو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي التابعي الجليل أحد الفقهاء السبعة بالمدينة على أحد الأقوال. قال ابن المسيب: كان سالم أشبه ولد عبد الله بعبد الله وعبد الله أشبه ولد عمر بعمر. وقال مالك: لم يكن في زمن سالم أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد منه كان يلبس الثوب بدرهمين وقال ابن راهوية أصح الأسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه وكان أبوه يُلام في إفراط حب سالم وكان يقبله ويقول ألا تعجبون من شيخ يقبل شيخاً- مات رضي الله تعالى عنه بالمدينة وصلى عليه هشام بن عبد الملك سنة ست أو خمس أو ثمان ومائة. قوله:(مر علي رجل) مر عليه ومر به بمعنى واحد أي اجتاز والأنصار جمع الناصر أو النصير واللام للعهد أي أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين آووا ونصروا من أهل المدينة قوله: (وهو يعظ أخاه) أي ينصح أخاه والوعظ النصح والتذكير بالعواقب قال ابن فارس هو التخويف والإنذار وقال الخليل هو التذكير بالخير فيما يرق القلب و (أخاه) الظاهر أنه أراد الأخ في القرابة هو حقيقة ويحتمل أن يراد الأخ في الإسلام على ما هو عرف الشارع فهو مجاز لغوي أو حقيقة عرفية قوله: (في الحياء) أي في شأن الحياء وفي حقه ومعناه أنه ينهاه عنه ويخوفه منه. قوله:(فزجره النبي صلى الله عليه وسلم) عن وعظه (وقال دعه) أي اتركه وهو أمر لا ماضي له قالوا أماتوا ماضي دع وذر. قوله:(فإن الحياء) فإن قلت كلمة أن لا تدخل إلا على كلام يكون المخاطب به شاكاً فيه أو مكراً