يجب حمل اللفظ على الشرعي فلا بد من حمله هنا على الوضوء الذي تصح الصلاة به قال ومعنى الصلاة أمامك أن سنة الصلاة لمن دفع من عرفة أن يصلي العشاءين بالمزدلفة ولم يعلم أسامة ذلك إذ كان ذلك في حجة الوداع وهي أول سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجمع بين الصلاتين بالمزدلفة فلما أتى المزدلفة أسبغ الوضوء أخذا بالأفضل والأكمل على عادته وفيه من الفقه أن الأدون قد يذكر الأعلى وأنما خشي أسامة أن ينسى الصلاة لما كان فيه من الشغل فأجابه صلى الله عليه وسلم أن للصلاة تلك الليلة موضعا لا يتعدى ألا من ضرورة مع أن ذلك كان في سفر ومن سنته عليه الصلاة والسلام أن يجمع بين صلاتي ليله وصلاتي نهاره في وقت أحداهما وفيه اشتراك وقت صلاة المغرب والعشاء وفيه حجة لمن لا يتنفل في السفر وأجيب بأنه ليس حجة ألا في ترك التبفل بينهما أما تركه مطلقا فلا والله سبحانه وتعالى أعلم (باب غسل الوجه باليدين من غرفة واحدة) الغرفة بالفتح بمعنى المصدر وبالضم بمعنى المغروف وهي ملء الكف وقرأ أبو عمر وألا من اغترف غرفة بفتحها ويحكى أن أبا عمر وتطلب شاهدا على قراءته من أشعار العرب فلما طلبه الحجاج وهرب منه إلى اليمن خرج ذات يوم مع أبيه فإذا هو براكب ينشد قول أمية بن أبي الصلت *ربما تكره النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال* قال فقلت له ما الخبر فقال مات الحجاج قال أبو عمرو فلا أدري بأي الأمرين كان فرحي أكثر بموت الحجاج أو بقوله<<فرجة>> لأنه شاهد لقراءته أي كما أن مفتوح الفرجة هنا بمعنى المنفرج كذا مفتوح الغرفة بمعنى المغروف وقراءة الضم والفتح يتطابقان، قوله (محمد ابن عبد الرحيم) ابن أبي زهير البغدادي أبو يحي المعروف بصاعقة وسمي بها لسرعة حفظه وشدة ضبطه وكان متقنا ضابطا حافظا مات في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، قوله (أبو سلمة) بفتح المهملة واللام الخزاعي بضم المنقولة وبالزاي منصور بن سلمة بالمهملة واللام المفتوحتين أيضا ابن عبد العزيز ابن صالح البغدادي وهو أحد الثقات الحفاظ خرج إلى الثغر فمات بالمصيصة سنة عشرين ومائتين، قوله (يعني) يحتمل أن يكون كلام محمد بن