بحزنه وهو مما ينكأ في القلب ويؤثر في النفس تأثيرًا شديدًا وإنما دعي صلى الله تعالى عليه وسلم بذلك تعليما لأمته وهذه كلمة جامعة لأن المكروه إما أن يلاحظ من جهة المبدإ وهو سوء القضاء أو من جهة المعاد وهو درك الشقاء إذ شقاوة الآخرة هو الشقاء الحقيقي أو من جهة المعاش وذلك إما من جهة غيره وهو شماتة الأعداء أو من جهة نفسه وهو جهد البلاء نعوذ بالله من ذلك قال سفيان بن عيينة هذه الأمور الأربعة ثلاثة منها في الحديث والواحدة منها من كلامي زدت عليها فإن قلت كيف جاز له أن يخلط كلامه بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث لا يفرق بينهما قلت ما خلط بل اشتبه عليه تلك الثلاثة بعينها وعرف أنها كانت ثلاثة من هذه الأربعة فذكر الأربعة تحقيقًا لرواية تلك الثلاثة قطعًا إذ لا تخرج عنها وروى البخاري عنه في كتاب القدر الحديث وذكر فيه الأربعة مسندًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جزمًا بلا تردد ولا شك ولا قول بزيادة وفي بعض الروايات قال سفيان أشك أني زدت واحدة منها، قوله (الرفيق) بالنصب أي اخترت الرفيق أو أختار أو أريد ونحوه و (سعيد بن محمد بن عفير) مصغر العفر بالمهملة والفاء والراء المصري وهو منسوب إلى جده و (عقيل) بضم المهملة وفتح القاف و (في رجال) أي أخبراه في جملة طائفة أخرى أخبروه أيضًا به أو في حضور طائفة مستمعين له، قوله (ثم يخير) أي يبين الموت والانتقال إلى ذلك المقعد وبين البقاء والحياة في الدنيا و (نزل) بضم النون أي