بابٌ الإِيمَانِ وَقَوْلِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم «بُنِىَ الإِسْلَامُ عَلَى
ــ
بسم الله الرحمن الرحيم
[كتاب الإيمان]
قال البخاري رضي الله عنه (باب الإيمان وقول النبي صلى الله عليه وسلم بُني الإسلام على خمس وهو قول وفعل ويزيد وينقص) قوله: (بُني الإسلام على خمس) تمام هذا الحديث شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان كما سيأتي قريباً ويجوز ذكر بعض الحديث إذا تعلق به غرض والمراد ههنا بيان هذا الحديث وهذا وإن ذكره آخراً مسنداً لكن ذكره ههنا على سبيل التعليق. أعلم أن البخاري لم يسبقه أحد في مثل ترتيب هذا الكتاب ومحاسنه كثيرة منها أنه بدأ بعد مقدمة الكتاب في شأن بدء الوحي بذكر كتاب الإيمان ثم بكتاب الصلاة بسوابقها من الطهارة وغيرها ثم بكتاب الزكاة وما يتعلق بها ثم بكتاب الحج وأبوابه ثم بكتاب الصيام قاصداً الاعتناء بالترتيب الذي رتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي فيه بيان قواعد الدين وأركان الإسلام. فإن قلت فما سر التقديم في الحديث: قلت قدم الإيمان لأنه ملاك الأمر كله وأصله إذ الباقي مبني عليه مشروط به وبه النجاة في الدارين ثم الصلاة لأنها عماد الدين وبين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ويقتل تاركها على الأصح ولشدة الحاجة إليها لتكررها كل يوم خمس مرات ثم الزكاة لكونها قرينة الصلاة في أكثر من المواضع أو لأنها قنطرة الإسلام أو لاعتناء الشارع بها لذكرها أكثر من غيرها من الصوم والحج في الكتاب والسنة أو لشمولها المكلف وغيره كما هو مذهب أكثر العلماء ثم الحج