وسلم ولا يمكن اجتماعه مع التصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فان قلت هل يستفاد الحصر من هذا التركيب. قلت أكتر أمل المعانى على أن المبتدأ والخبر اذا كانا معرفتين وبما يفيد الحصر حسب ما يقتضيه المقام. فان قلت اذا كان للحصر فهل يحصر المبتدأ على الخبر أو العكس قلت كلاهما نحو الضاحك الكاثب فان معناه حصر الضحك على الكاتب والعكس. فان قلت فهل هو حصر حقيقى أو ادعائى. قلت الظاهر أنه ادعائى تعظما لحب الانصار كان الدعوى أنه لا علامة للايمان الا حبهم وليس حبهم الا علامته ويؤيده ماقد جاء فى صحيح مسلم (أية المؤمن حب الأنصار) بتقديم الاية و (حب الاصار أية الايمان) بتقديم الحب. فان قلت اذ كان حب الانصار أية الايمان فبغضهم أية عدمه لان حكم نقيض الشئ حكم الشئ فما الفائدة فى ذكر (وأية النفاق بض الانصار) قلت هذا التقدير ممنوع وأبن سلنا فالفائدة فى ذكره التصريح به والتأكيد عليه والمقام يقتضى ذلك لان المقصود من الحديث الحث على حب الانصار وبينات فضلهم لما كان منهم من اعزاز الدين وبذل الاموال والانفس والايئار على أنفسهم والايواء والنصر وغير ذلك. النووى: معناه أن من عرف مرتبة الأنصار وما كان منهم من نصرة دين الاسلام والسعى فى اظهاره وايواء المسلمين سائ الناس ايئارا للاسلام وأحب الأنصار لهذه الخصار كان ذلك من دلائل صحة ايمانه وصدقه فى اسلامة لسروره بظهور الاسلام ومن أبغضهم كان بعد ذلك واستدل به على نفاقه وفساد سريرته. قال البخارى رحمة الله (باب) ماترجم فى هذا الباب وذكره مطلقا غير مضاف ولا بدله من تعلق بمباحث الايمان ومناسبة بينهما فذل اما للاعلام بأن المبايعة لم تقع الا على ذكر التوحيد أول كل شئ اشعارا بأنه هو أساس الأمور الايمانية أو بأن ترك المنبات داخل فى المبايعه التى هى شعار الايمان واما القصد الى بيان أحكام المؤمنين من الأجر والعقاب والعفر وله أيضا تعلق بحب الأنصار من حيث ان النقباء كانوا منهم ولمبايعتهم أثر عظيم فى اعلاء كلمة الدين فلابد من محبتهم والله أعلم. قوله:(أبو اليمان) هو الحكم بن نافع الحمصى (شعيب) هو ابن أبى حمزة القرشى و (الزهرى) هو أبو بكر بن شهاب المدنى التابعى وقد سبق ذكرهم