للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ - رضى الله عنه - وَكَانَ شَهِدَ بَدْراً، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ

ــ

قوله: (أبو إدريس عائذ الله) بذال معجمة بعد الهمزة ابن عبدالله بن عمرو وعلى المشهور الخولانى الشامى ولد يوم حنين وولاه معاوية القضاء بدمشق وكان من عباد الشام وقرائهم توفى سنة ثمانين. قولة (عبادة) بضم العين هو أبو الوليد بن الصامت بن قيس الأنصارى الخزرجى روى له عن النبى صلى الله عليه وسلم مائة وواحد وثمانون حديئا ذكر البخارى منها ثمانية وهو أول من ولى قضاء فلسطين وكان طويلا جسما جميلا فاضلا خيرا توفى سنة أربع وثلاثين قال فى الاستيعاب وجهه عمر رضى الله عنه الى الشام قاضيا ومعلما فأقام بحمص ثم انتقل الى فلسطين ومات بها ودفعن ببيت المقدس وقبره بها معروف وقيل توفى بالرملة رضى الله عنه. قوله: (بدرا) هو موضع الغزوة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم تذكر وتؤنث ماء معروف على نحو أربعة مراحل من المدينة وهو كان لرجل يدى بدرا فسميت باسمه وشهد المشاهد كلها وانما خصصه بالذكر لشرف غزوة بدر وفضلها على شار الغزوات. قوله: (النقباء) جمع نقيب وهو النازر على القوم وضمينهم وعريقهم والمراد منه نقباء الأنصار وهم الذين تقدموا لأخد البيعة لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة أى العقبة التى تنسب اليها جمرة العقبة وهى يمنى وهم اثنا عشر رجلا. اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه على قبائل العرب فى كل موسم فبينا هو عند العقبه اذ لقى رهطا من الخزرج فقا ألا تجلسون أكلكم قالوا بلى لجلسو فدعاهم الى الله تعالى وعرض عليهم الاسلام وتلا عليهم القرأن وكانو قد سمعوا من اليهود أن النبى صلى الله عليه وسلم قد أظل زمانه فقال بعضهم لبعض والله انه لذلك فلا سبقن اليهود عليكم فأجابوه فلما انصرفوا الى بلادهم وذكروه لقومه فشا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فأتى فى العام المقبل اثنا عشر رجلا من الأنصار أحدهم عبادة بن الصامت فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة وهى بيعة العقبة الاولى فيايعوه بيعة النسا يعنى مقال الله تعالى (يا أيها النبى اذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا بشر كن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين بهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك فى معروف) ثم انصرفوا. وخرج فى العام الاخر سبعون رجلا منهم الى الحج فواعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة أوسط أيام التشريق قال كعب بن مالك لما كانت اليله التى وعدنا فيها بتنا اول الليل مع قومنا فلما استقل الناس من النوم تسللنا من فرشنا

<<  <  ج: ص:  >  >>