٣٤٠٥ - حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُعَاذٌ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَنَسٌ - رضى الله عنه - أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَا مِنْ عِنْدِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ وَمَعَهُمَا مِثْلُ الْمِصْبَاحَيْنِ، يُضِيآنِ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرَقَا صَارَ مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاحِدٌ حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ.
ــ
لأنه ظهر في ملكوت السماء والخطب فيها أعظم والبرهان به أظهر لأنه خارج من جملة طباع ما في هذا العالم المركب من العناصر وقد أنكر بعضهم هذا الخبر فقالوا لو كان له حقيقة لم يخف أمره على عوام الناس ولتواترت به الأخبار لأنه أمر محسوس مشاهد والناس فيه شركاء وللنفوس دواع على نقل الأمر العجيب والخبر الغريب ولو كان لذكر في الكتب ودون في الصحف ولكان أهل التنجيم والسير والتواريخ عارفين به إذ لا يجوز إطباقهم على إغفاله مع جلالة شأنه وجلاء أمره. والجواب أن الأمر فيه خارج عما ذهبوا إليه لأنه شيء طلبه قوم خاص من أهل مكة وكان ذلك ليلاً وأكثر الناس فيه نيام ومستكنون بالحجب والأبنية والأيقاظ البارزون في الصحاري مشاغيل عن ذلك وكيف ولم يكونوا رافعين رؤوسهم إلى السماء مترصدين مركز القمر من الفلك لا يغفلون عنه حتى إذا حدث لجرم القمر ما حدث أبصروه وكثيراً ما يقع الكسوف فلا يشعر به الناس حتى يخبرهم الآحاد منهم مع طول زمانه وهذا إنما كان في قدر اللحظة التي هي مدرك البصر ولو أحب الله تعالى أن تكون معجزات نبيه أموراً واقعة بحسب الحس بحيث يشترك فيه لكل لفعل الله ذلك والله سبحانه جرت عادته باستئصال الأمة التي أتاها نبيها بالآية العامة التي تدرك بالحس ولم يؤمنوا بها وخص هذه الأمة بالرحمة فجعل آية نبيهم عليه الصلاة والسلام عقلية وذلك لما أوتوه من فضل العقول ونهاية الأفهام ولئلا يكون سبيلهم سبيل من هلك من الأمم المسخوط عليهم المقطوع دابرهم فلم يبق لهم عين ولا أثر والحمد لله على لطفه بنا وحسن نظره إلينا وصلى الله على نبينا المصطفى وآله وسلم تسليماً كثيراً. قوله (معاذ) بضم الميم ابن هشام الدستوائي مر الحديث بهذا الإسناد في كتاب المسجد و (الرجلان) هما عباد بفتح المهملة وشدة الموحدة ابن بشر وأسيد