ويستدل به عليه وكذا في الآية انتفى الفساد لانتفاء التعدد ونعلم انتفاء التعدد بانتفاء الفساد ثم التقريب في البحث ظاهر هذا والمقصود من الحديث أن الشخص ينبغي أن يكون بين الخوف والرجاء يعني لا يكون مفرطًا في الرجاء بحيث يصير من الفرقة المرجئة ولا مفرطًا في الخوف بحيث يصير من الوعيدية بل يكون بينهما قال تعالى «يرجون رحمته ويخافون عذابه» وكل من يتبع الملة الحنيفية السمحة السهلة عرف أن قواعدها أصولا وفروعا كلها في الوسط أما في الأصول فكما في صفات الله تعالى لا يثبت بحيث يلزم التجسيم ولا ينفي بحيث يلزم التعطيل وكما في أفعال العباد لا يكون جبريا ولا قدريا بل يقول بأمر بين الأمرين وكما في الإمرة لا يكون خارجيا ولا رافضيا بل يكون سنيا وهلم جرا وأما في الفروع فكما في العبادة الدينية مثلا لا يكون جاهزًا بها ولا خافتا قال تعالى «ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا» وكما في العبادة المالية لا يكون مسرفا ولا قاترا قال تعالى «والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما» ونحو ذلك
كلا طرفي قصد الأمور ذميمة ... وبينهما نهج لأهل الطريقة
قوله (الصبر) هو حبس النفس وتارة يستعمل بعن كما في المعاصي يقال صبر عن الزنا وأخرى بعلي كما في الطاعات يقال صبر على الصلاة والصابرون في الآية مطلقة يحتمل الاستعمالين أي الصابرون عن أو على المصيبة و (محارم الله) محرماته، قوله (عطاء بن يزيد) من الزيادة الليثي مرادف الأسدي و (ناسا) في بعضها أناسا و (أنفق بيده) جملة حالية أو اعتراضية أو استئنافية و (ما يكون)