العين. يقال عيون الجن أنفذ من أسنة الرماح. ولما مات سعد بن عبادة سمعوا قائلا يقول:
قد قتلنا سيد الخز ... رج سعد بن عبادة ... فرميناه بسهمين ... فلن نخط فؤاده
فتأوله بعضهم فقال أي أصبناه بعينين، وقال الإصابة بالعين حق وأن لها تأثيرا في النفوس والطباع إبطالا لقول من يزعم من أصحاب الطبيعة أنه لا شيء إلا ما تدركه الحواس وما عداها فلا حقيقة له قال والرقية التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي ما يكون بقوارع القرآن وبما فيها ذكر الله تعالى على ألسن الأبرار من الخلق الطاهرة النفوس وهو الطب الروحاني وعليه كان معظم الأمر في الزمان المتقدم الصالح أهله فلما عز وجود هذا الصنف من أبرار الخليقة مال الناس إلى الطب الجسماني حين لم يجدوا للطب الروحاني نجوعا في الأسقام لعدم المعاني التي كان يجمعها الرقاة المقدسة من البركات والذي نهى عنه هو: رقية العرافين ومن يدعي تسخير الجن قال إليه ينحو أكثر من رقى من الحية ويستخرج السم من بدن الملسوع، ويقال: إن ذلك لما بين الإنسان والحية من العداوة تؤالف الشيطان الذي هو عدو أيضا للآدمي فإذا عزم على الحية بأسماء الشيطان أجابت وخرجت من مكانها وكذلك اللديغ إذا رقى بتلك الأسماء سالت سمومها وخرجت مواضعها من بدن الإنسان. قال النووي: أنكر طائفة العين أي قالوا لا أثر لها، والدليل على فساد قولهم أنه أمر ممكن وأن الصادق أخبر بوقوعه فلا يجوز تكذيبه، وقال بعضهم: العائن تنبعث من عينه قوة سمية تتصل بالمعين فيهلك كما تنبعث من الأفعى والمذهب أن الله سبحانه وتعالى أجرى العادة بخلق الضرر عند مقابلة هذا الشخص بشخص آخر، وأما انبعاث جوهر منه إليه فهو من الممكنات. قوله {عبد الله بن سالم} الكوفي و {الزبيدي} بضم الزاي وفتح الموحدة و {عروة عن النبي صلى الله عليه وسلم} مرسل