وهي أن أفعل التفضيل لا يستعمل إلا بأحد الوجوه الثلاثة ولا يجوز الجمع بين اثنين منها وهاهنا قد جمع بينهما قلت الأشر في حكم الشر، قوله {قثم} بضم القاف وخفة المثلثة المفتوحة ابن العباس الهاشمي كان آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولي مكة من قبل علي رضي الله عنه ثم سار أيام معاوية إلى سمرقند فاستشهد بها وقبره بها و {الفضل} بسكون المعجمة أخوه ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين حين انهزم الناس مات بالشام سنة ثمان عشرة على الأصح. قوله {وإنهم} في بعضها أو أنهم. فإن قلت: ما حاصل هذه المذاكرة قلت لعلهم ذكروا عند عكرمة أن ركوب الثلاثة على دابة شر وظلم وأن المقدم أشر أو المؤخر فأنكر عكرمة ذلك واستدل بفعل النبي صلى الله عليه وسلم إذ لا يمكن نسبة الظلم إلى أحد منهم لأنهما ركبا بحمله صلى الله عليه وسلم إياهما. فإن قلت سلمنا أنه لا شر ولا أشر فيهم لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أخير منهما قلت هما ما ركبا إلا بإشارته صلى الله عليه وسلم فالكل فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ركوبا وإركابا وفعله كله خير ولا ترجيح فيهم من جهة الركوب أو لا ترجيح للمقدم على المؤخر أو بالعكس {نعم هو} أي رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلقا خير الكائنات وأفضل المخلوقات وفي بعضها الأشر الثلاثة برفعهما على الابتداء أو الخبر أي أشر الركبان هو الثلاثة وحينئذ فمعنى أيهم أي الركبان أشر أو أيهم أخير يعني هؤلاء الثلاثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشريكاه خير أم سائر الركبان والحق أن في المسئلة تفصيلا راجعا إلى طاقة الدابة وعدمها. {باب} قوله {هدبة} بضم الهاء وسكون المهملة وبالموحدة ابن خالد و {معاذ} بضم