للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ فِى بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمَا حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ فَنَادَى «يَا كَعْبُ». قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا». وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَىِ الشَّطْرَ قَالَ لَقَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «قُمْ فَاقْضِهِ»

[باب كنس المسجد والتقاط الخرق والقذى والعيدان]

٤٤٧ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِى رَافِعٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ

ــ

واحد وهو ابن و (ديناً) منصوب بنزع الخافض أي بدين و (في المسجد) متعلق بتقاضي و (أصواتهما) هو كقوله تعالى (فقد صغت قلوبكما) ويجوز اعتبار الجمع في صوتيهما باعتبار أنواع الصوت قوله (سجف) بكسر السين وفتحها وسكون الجيم الستر و (لبيك) تثنية اللب وهو الإنابة وهو مفعول مطلق يجب حذف عامله وهو من باب الثنائي التي للتأكيد والتكرار ومعناه لباً بعد لب أي أنا مقيم على طاعتك. قوله (الشطر) هو النصف وهو منصوب لأنه تفسير لقوله هذا أي حط عنه نصفه (وقم) خطاب لابن أبي حدرد. قال ابن بطال: فيه المخاصمة في المسجد في الحقوق والمطالبة بالديون وفيه الحض على الوضع عن المعسر وفيه القضاء بالصلح إذا رآه السلطان صلاحاً وفيه الحكم عليه بالصلح إذا كان فيه رشده وصلاح له لقوله قم فاقضه وفيه أن الإشارة باليد تقوم مقام الإفصاح باللسان إذا فهم المراد بها وفيه الملازمة في الاقتضاء وفيه إنكار رفع الصوت في المسجد بغير القراءة إلا أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعنفهما على ذلك إذ كان لا بد لهما منه. النووي: وفيه الشفاعة إلى صاحب الحق والإصلاح بين الخصوم وحسن التوسط بينهم وقبول الشفاعة في غير معصية وجواز الإشارة والاعتماد عليها. أقول وفيه إسبال الستر عند الحجرة (باب كنس المسجد) والخرق جمع الخرقة و (القذى) الجوهري: القذى في العين والشراب ما يسقط فيه و (العيدان) الأخشاب جمع العود. قوله ٠ثابت) أي البناني (وأبو رافع) بالفاء هو نفيع بضم النون وفتح الفاء وسكون التحتانية

<<  <  ج: ص:  >  >>