الْوَحْىُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَاكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ إِنِّى لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَاّ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
باب قَوْلِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - «فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ».
٥١٥٢ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِىِّ قَالَ ضَحَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أُضْحِيَّةً ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا أُنَاسٌ قَدْ ذَبَحُوا ضَحَايَاهُمْ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَآهُمُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُمْ
ــ
السلام و (بلدح) بفتح الموحدة وإسكان اللام وفتح المهملة الأولى موضع منصرفاً وغير منصرف قوله (ابن أبي زيد) الخطابي: امتناع زيد من أكل ما في السفرة إنما هو من خوفه أن يكون اللحم مما ذبح على الأصنام المنصوبة للعبادة وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً لا يأكل من ذبائحهم التي كانوا يذبحون لأنصابهم وأما ذبحهم لمأكلهم فلم نجد في الحديث أنه كان يتنزه منه أقول وكونه في سفرته لا يدل على انه كان يأكل منه مر الحديث في مناقب الصحابة. فإن قلت ما النصب وما الأنصاب قلت قال الزمخشري: كانت لهم أحجار منصوبة حول البيت يذبحون عليها ويشرحون اللحم عليها يعظمونها بذلك ويتقربون به إليها. التيمي: الأنصاب والنصب واحد وقيل النصب جمع والواحد نصاب. الجوهري: النصب أي بسكون الصاد وضمها ما نصب فعبد من دون الله. فإن قلت ما وجه العطف في الترجمة قلت إذا كان النصب أحجاراً فهو ظاهر وأما على تقدير أن يكون هو المعبود فهو من العطف التفسيري. قوله (جندب) بضم الجيم وإسكان النون وفتح المهملة وضمها ابن سفينا البجلي بفتح الموحدة والجيم و (الأضحاة) مفرد الأضحى كالأرطاة والأرطي وفيه ثلاث لغات أخر الضحية والأضحية بكسر الهمزة وضمها و (ذات يوم) أي في