وهو ذكر الصناع والمسجد. قلت إما أنه اكتفى بالنجار والمنبر لأن الباقي يعلم منه وإما أنه أراد أن يلحق إليه ما يتعلق بذلك فلم يتفق له إذ لم يثبت عنده بشرطه ما يدل عليه. وقوله (خلاد) بفتح المعجمة وشدة اللام وبالمهملة الكوفي سبق في باب الصلاة إذا قدم من سفر و (عبد الواحد) بالمهملتين و (أبوه) هو أيمن بفتح الهمزة وسكون التحتانية والميم المفتوحة الحبشي المكي الفرشي المخزومي قوله (ألا) هو مخففة مركبة من همزة الاستفهام ولا النافية وليست حرف التنبيه ولا حرف التحضيض. وقوله (إن شئت) جزاؤه محذوف أي عملت وفي بعضها إن شئت فعلت فلا حذف و (فعملت) أي المرأة. فإن قلت العامل هو العلام لا المرأة. قلت لما كانت هي الآمرة أسند إليها كقولك كسا الخليفة الكعبة. فإن قلت هذا الحديث لم يدل على استعانة فإن هذه المرأة قالت ذلك من تلقاء نفسها. قلت المرأة استعانت بالعلام في نجارته المنبر. قال ابن بطال: فإن قلت الحديثان متخالفان فإن حديث سهل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل المرأة أن تأمر عبدها بعمل المنبر وفي حديث جابر أن المرأة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك. قلت يحتمل أن تكون المرأة بدأت بالمسألة فلما أبطأ الغلام بعمله استنجزها إتمامه إذ علم طيب نفس المرأة بما بذلته من صنعة غلامها ويمكن أن يكون إرساله عليه السلام إلى المرأة ليعرفها صفة ما يصنع الغلام في الأعواد وأن يعمل ذلك أعواداً أي منبراً. قال وفيه دليل على جواز استنجاز الوعد والاستعانة بأهل الصنعة فيما يشمل المسلمين نفعه أقول وفيه التقرب إلى أهل الفضل بعمل الخير (باب من بنى مسجداً) قوله (يحيى بن سليمان) الجعفي مر في باب كتابة العلم و (ابن وهب) هو عبد الله في باب من يرد الله به خيراً و (عمرو)