للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ. بَايِعُونِى عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئاً، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ، وَلَا تَاتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ

ــ

حتى اجتمعنا بالعقبة فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمة العباس لا غير فقال العباس يا معضر الخزرج ان محمدا منا حيث علمتهم وهو فى منعة ونصرة من قومه وعشيرته وقد أبى الا الانقطاع اليكم فان كنتم وافين بما وعدتم فأنتم وما تحملتم والا فاتركوه فى قومه هتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم داعيا الى الله مرغبا فى الاسلام تاليا للقرأن فأجبناه للايمان فقال انى ابايعكم على أن تمتعونى مما منعتم به أبناءكم فقلنا ابسط يدك نبايعك عليه فقال النبى صلى الله عليه وسلم أخرجوا الى منكم اثنى عشر نقيبا فأحرجنا من كل فرقة نقيبا وكان عبايدة نقيب بنى عوف فبايعوه وهذه بيعة العقبة الثانية واعلم أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة ثالثة مشهورة وهى البيعة التى وقعت بالحدبية تحت الشجرة عند توجهه من المبايعين فى الثلاث رضى الله عنه. قوله: (حوله) يقال حوله وحوليه وحواليه بفتح اللام فى كلها أى محيطون به والعصابة بكسر العين المهملة الجماعة من الناس لا واحد لها وهو ما بين العشرة الى الأربعين وأخذ اما من العصب الذى بمنى الشد كأنه يشد بعضهم بعضا ومنه العصابة أى الخرقة التى تشد على الجهة ومنه العصب لأنه يشد الاعضاء واما من العصب الذى بمعنى الاحاملة يقال عصب فلان بفلان اذا أحاط به وهى مبتدأ وحوله منتصبا على الظرفية خبرها وفائدة ذكره الاعلام بأن المخاطبين العصابة وبيان مبالغة ضبكه وأنه يرويه عن تحقيق واتقان وهكذا فى وصفه بأنه شهد بدرا وأنه احد النقباء اذ لا شك فى أن فى ذكره اشعارا بأنه ضابط مع مافيه من زيادة جيح وتصحيح اذا فضل الراوى وشرفه من مرجحات الروياة ودلالة صحتها. قوله: (بايعونى) المبايعة على الاسلام عبارة عن المعاقده والمعاهدة عليه سميت بذلك تشبيها بالمعاوضة المالية كأن كل واحد منهما يبيع ما عنده من صاحب فمن طرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعد الثواب ومن طرفهم التزام الطاعة وقد تعرف بأنها عقد الامام والعهد بما يأمر الناس به. قوله: (لا تشركوا بالله شيئا) أى وحدوه وهذا هو أصل الايمان وأساس الاسلام فلهذا قدمه على اخواته و (شيئا) عام لانه نكرة فى سياق النى لأنه كالنفى. قوله: (ولا تقتلوا أولادكم) فان قلت قتل غير الأولاد أيضا منهى عنه اذا كان بغير حق فتخصيصه بالذكر مشعر بأن غيره ليش منهيا عنه. قل هذا مفهوم اللفظ وهو مردود على

<<  <  ج: ص:  >  >>