للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَلَا تَعْصُوا فِى مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ

ــ

أنه لو كان من باب المفهومات المعتبره المقبولة فلا حكم له هنا لان اعتبار جميع المفاهيم انما هو اذا لم يكن خارجا مخرج الأغلب وهنا هو كذلك لأنهم كانوا يقتلون الأولاد غالبا خشية لاملاق فحصص الأولاد بالذكر كرلأن الغالب كان ذلك. التيمى: خص القتل بالأولاد لمعنيين أحدهما: أن قتلهم هذا اكثر من قتل غيرهم وهو الواد وهو أشنع القتل. وثانيهما أنه قتل وقطيعة رحم فصرف العنابة له أكثر. قوله: (ولا تأتوا ببهتان) البهات الكذب الذى يبهت سامعه أى بدهشه لفظاته يقال بهته بهتانا اذا كذب عليه بما يهته من شدة نكره والافتراء الاختلاق والفرية الكذب. فان قلت مامعنى الاطناب حيث قال تأتوا ووصف البهتان بالفتراء والافتراء والبهتان من واد واحد وزيد عليه بين أيديكم وأرجلكم وهلا افتصر على ولا تبهتوا الناس قلت معناه زيد التقرير وتوير اشاعة هذا الفعل فا قلت فما معنى اضافته الى الأيدى والأرجل. قلت معناه لا تأتوا ببهتان من قبل أنفسكم واليد والرجل كنايتان عن الذت لان معظم الافعال تقع بهما وقد يعاقب الرجل بجناية قولية فيقال له هذا بما كسبت يداك أو معناه لا تنشو ممن ضمايركم لان المفترى اذا اراد اختلاق قول فانه يقدره ويقرره ولا فى ضميره ومنشأ ذلك مابين الايدى والارجل من الانسان وهو القل والاول كناية عن القاء البهتان من تلقاء أنفسهم والثانى عن انشاء البهتان من دخيلة قلوبهم مبينا علىلغش المبطن. الخطابى: معناه لا تبهتوا الناس بالمعايب كفاحا ومواجهة وهذا كما يقول الرجل فعلت هذا بين يديك أى بحضرتك التيمى: هذا غير صواب من حيث ان العرب وان قالت فعلته بين أيدى القوم أى بحضرتهم لم تقل فعلته بين أرجلهم ولم ينقل عنهم هذا البتة. وأقول هو صواب اذ ليس المذكور الارجل فقط بل المراد الأيدى وذكر الارجل تأكيدا له وتابعا لذلك فامخطئ مخطئ والله أعلم وهو كناية عن الوقاحة وخرق جلباب الحياء كما هو دأب السفلة من الناس ولذلك قيل هو أشد البهت وحاصل هذا هو النهى عن قذف أهل الاحصان ويدخل فيه الكذب على الناس والاغتياب لهم ورميهم بالعظائم وكل ما يلحق بهم العار وللفضيحة. قوله: (فى معروف) أى حسن وهو مالم ينه الشارع عنه أو مشهور أى ماعرف فعله من الشرع واشتهر منه. القاضى البيضاوى: ماعرف من الشارع حسنه وقال الزجاج أى المأمور به وقيل أى الطاعه وقال فى النهاية هو اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والاحسان الى الناس وكل ما ندب الشرع اليه ونهى عنه من المحسنات والمقبحات. النووى: يحتمل فى معنى الحديث ولا تعصونى ولا أحدا ولى عليكم من أتباعى اذا امرتم بالمعروف فيكون التقييد بالمعروف عائدًا إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>