اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَاّ حَدِيثاً وَاحِدًاقَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَأُتِىَ بِجُمَّارٍ فَقَالَ «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ الْمُسْلِمِ» فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ هِىَ النَّخْلَةُ فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَسَكَتُّ، قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «هِىَ النَّخْلَةُ»
ــ
التابعين تقدم في أول الكتاب. قوله (قال لي ابن أبي نجيح) واسم أبي نجيح يسار بالمثناة التحتانية وبالسين المهملة وهو عبد الله الثقفي المكي كان قدريا مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. قوله (مجاهد) هو ابن جير يالجيم المفتوحة وبالموحدة الساكنة أبو الحجاج قال عرضت القرآن علي ابن عباس ثلاثين مرة وقال كان ابن عمر يأخذ لي الركاب ويسوي علي ثيابي إذا ركبت مات بمكة وهو ساجد مر في أول كتاب الإيمان. واعلم أنه روي عن مجاهد معنعنا وعن أبي نجيح بلفظ قال والبخاري لا يذكر المعنعن إلا إذا ثبت السماع ولا يكتفي بمجرد إمكان السماع كما اكتفي به مسلم والمعنعن إذا لم يكن من المدلس كان أعلي درجة من قال لأن قال إنما تذكر عند المحاورة لا علي سبيل النقل والتحميل ثم في لفظ لي إشارة إلي أنه حاور معه وحده. وقال البخاري كلما قلت قال لي فلان فو عرض ومناولة فما روي عن سفيان يحتمل أن يكون عرضا لسفيان أيضا والله أعلم. قوله (إلي المدينة) اللام للعهد أي مدينة رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يذكر مبدأ الصحة والظاهر أنه من مكة. قوله (إلا حديثا) يريد به الحديث الذي بعده متصلا به. قوله (فأتي) بضم الهمزة. و (الجمار) بالجيم المضمومة وبالميم المشددة شحم النخيل وهو الذي يؤكل منها. و (مثلها) بفتح الميم أي صفتها العجيبة والمثل وإن كان بحسب اللغة الصفة لكن لا يستعمل إلا عند الصفة العجيبة ووجه المشابهة بينهما قد مر في باب قول الحديث حدثنا وأخبرنا. قوله:(فأردت أن أقول) أي في جواب رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث قال حدثوني ما هي كما علم من سائر الروايات. قوله:(فسكت) بضم التاء علي صيغة المتكلم وسكوته كان استحياء وتعظيما للأكابر وقد سبق شرح مثل هذا الحديث مرتين. قال ابن بطال: التفهم للعلم هو التفقه قيه ولا يتم العلم إلا بالتفهم ولذا قال علي رضي الله عنه: والله ما عندنا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مؤمن فجعل الفهم درجة أخري بعد حفظ كتاب الله تعالي لأنه بالفهم له يتبين