قلت كان لثبوت خبرها ماضيا ويتخولنا إما حال أو استقبال فما وجه الجمع بينهما. قلت كان قد يراد به الاستمرار وكذا الفعل المضارع واجتماعهما يفيد شمول الأزمنة. قال الأصوليون: قولهم كان حاتم يكرم الضيف يفيد تكرار الفعل في الأزمان وأما يتخولنا فهو بالخاء المنقطة وباللام وكان أبو عمرو يقول إنما هو يتخوننا والتخون التعهد وقد رد علي الأعمش روايته باللام وكان الأصمعي يقول ظلمه أبو عمرو ويقال يتخولنا ويتخوننا جميعا وزعم بعضهم أن الصواب بتحولها بالحاء المهملة وهو أن يتفقد أحوالهم التي ينشطون فيها للموعظة فيعظم فيها ولا يكثر عليهم فيملوا ومن الناس من يرويه كذلك لكن الرواية في الصحيح بالإعجام. التيمي: تخون فلان فلانا إذا تعهده وحفظه وكأنه اجتنب فيه الخيانة التي هي إخلال بالحفظ. قوله (السآمة) مثل الملالة بناء ومعني. فإن قلت يقال سئمت من الشيء مستعملا بمن فأين صلته. قلت محذوف تقديره من الموعظة. فإن قلت هل يصح أن يكون المراد من السآمة سآمة رسول الله صلي الله عليه وسلم من القول. قلت لا ويدل عليه السياق. فإن قلت بم يتعلق لفظ علينا. قلت أما بالسآمة بتضمين معني المشقة فيها أي كراهة المشقة علينا أو بتقدير الصفة أو الحال أي السآمة الطارئة علينا أو طارئة علينا وإما بمحذوف أي شفقة علينا إذ المقصود بيان رفقه عليه الصلاة والسلام بالأمة وشفقته عليهم ليأخذوا منه بنشاط وحرص لا عن ضجر وملال الخطابي: معني يتعهدنا أي يراعي الأوقات في وعظنا ويتحري منها ما يكون مظنة للقبول ولا يفعله كل يوم لئلا نسأم والحائل القيم والوكيل المتعهد بالمال ومثله المتخون. قال ابن السكيت: معني يتخولنا يصلحنا ويقوم علينا ومنه قولهم خال المال يخوله إذا أحسن القيام عليه. قوله (محمد بن بشار) بالموحدة المفتوحة والشين المعجمة الشديدة ابن عثمان العبدي البصري يكني أبا بكر ولقب ببندار واشتهر لأنه كان بندارا في الحديث جمع حديث بلده والبندار بضم الموحدة وسكون النون وبالمهملة وبالراء الحافظ روي عنه أصحاب الأصول الستة مات سنة ثنتين وخمسين ومائتين. قوله (يحي بن سعيد) أي القطان الأحول أبو سعيد التميمي البصري كان يقف بين يديه الإمام أحمد ويحي بن معين وعلي ابن المديني يسألونه عن الحديث وهم قيام علي أرجلهم لا يجلسون هيبة له وإعظاما مر في باب من الإيمان