القيامة، وفي رواية: من حين يخرجُ إلى أن يرجِعَ لا أدري ما يَصْنعُ في بيته. وفي رواية: حتى يواريه جدارُ بيته.
وروى وَكِيعٌ من طريق أبي طَبْيان، قال: قال لي عبد الله بن عبّاس: أيَّ القراءتين تقرَأُ؟ قلت: القراءة الأولى. قراءة ابن أُمِّ عَبْد، فقال: أجَلْ، هي الآخِرَةُ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يَعْرضُ القرآن على جِبرائيل في كلِّ عام مرةً، فلما كان العام الذي قُبِض فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَرَضَه عليه مرَّتيْن، فَحَضَر ذلك عبد الله، فعلم ما نُسِخ من ذلك وما بُدِّل.
وعن عَلْقَمةَ قال: جاء رجلٌ إلى عُمر وهو بعرفاتٍ، فقال: جئتُك من الكوفة، وتركت بها رجلًا يحكي المصحف عن ظهرِ قلبه، فَغَضِبَ عمر غضبًا شديدًا، فقال: ويْحَك، ومن هو؟ قال: عبد الله بن مسعود، قال: فسكن عنه ذلك الغضب، وعاد إلى حاله، وقال: والله ما أعلم أحدًا من الناس أحقَّ بذلك منه.
وسئل علي رضي الله عنه عن قوم من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود، فقال: أما ابن مسعود فَقَرَأ القرآن، وعَلِمَ السنة، وكفى بذلك.
وعن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: خُذُوا القرآن من أربعة: من ابن أمِّ عبد فبدأ به، ومعاذ بن جَبَل، وأُبَيِّ بن كعب، وسالم مولى أبي حُذَيفة. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَن أحَبَّ أنْ يَسْمَع القرآنَ غضًّا فلْيسمَعْهُ من ابن أمِّ عَبْد". وعن تميم بن حَرام: جالسْتُ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فما رأيت أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة ولا أحبَّ إليَّ أن أكون في صلاحه من ابن مَسْعود. وقال فيه أبو الدَّرْداء لما بلغه نَعْيُه: ما ترك مثله، وهو من الستة الذين قال مسروق: إنهم انتهى إليهم العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونظمها العِراقيُّ بقوله:
وقَالَ مَسرُوقُ انْتَهى العِلْمُ إلى ... سِتَّةِ أصحابٍ كِبارٍ نُبَلا
زَيْدٍ أبي الدَّرْداء مَعْ أُبَيِّ ... عُمَرَ عبد الله مَعْ عَليّ
ثُمَّ انتَهَى لِذَيْن والبَعْضُ جَعَلْ .... الأشْعَرِيّ عن أبي الدَّرْدَا بَدَلْ