للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسحاق المَدني ومات قبله، وإبراهيم بن سَعْد، وأبو أُوَيْس المدني، وأمية بن خالد الأزْدي، والقَعْنَبيّ، وغيرهم.

قتله غلمانه بأمر ابنه لأمواله بناحية شغب وبَدَا، وكان ابنه سفيهًا شاطرًا قتله للميراث، وذلك في آخر خلافة أبي جعفر سنة اثنتين وخمسين ومئة. وقيل: سنة سبع. ومات أبو جعفر سنة ثمان وخمسين ومئة ثم وثب غلمانه على ابنه بعد سنتين وقتلوه ثم قال المصنف:

باب السلام من الإِسلام

باب منون، أي: هذا باب.

وقوله: "السلام من الإِسلام" في رواية كريمة: "إفشاء السلام" وهو نشره سرًّا أو جهرًا، وهو مطابق للمرفوع في قوله: "من عرفت ومن لم تعرف". ثم قال المصنف وقال عمار: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإِيمان: الإِنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم والإِنفاق من الإِقتار.

وقوله: "ثلاث" خصال، وإعرابه نظير ما مر في قوله: "ثلاث من كن فيه".

وقوله: "فقد جمع الإِيمان" أي: حاز كماله، والعالم -بفتح اللام- جميع الناس، والإِقتار القلة، وقيل: الافتقار. وعلى الثاني فمن في قوله: "من الإِقتار" بمعنى مع أو عند، وإنما كان من جمع الثلاث مستكملًا للإِيمان لأن مداره عليها، لأن العبد إذا اتصف بالإِنصاف لم يترك لمولاه حقًا واجبًا عليه إلا أدّاه، ولم يترك شيئًا مما نهاه عنه إلا اجتنبه، وهذا يجمع أركان الإِيمان، وبذل السلام يتضمن مكارم الأخلاق والتواضع وعدم الاحتقار، ويحصُلُ به التآلف والتحابب، والإِنفاق من الإِقتار يتضمن غاية الكرم، لأنه إذا أنفق من الاحتياج كان مع التوسع أكثر إنفاقًا، والنفقة أعم من أن تكون على العيال واجبة أو مندوبة، أو على الضيف والزائر، وكونه من الإِقتار يستلزم الوثوق بالله، والزهد في

<<  <  ج: ص:  >  >>