قوله:"نحوًا من قول مجاهد" الموقوف عليه مما صدر منه عن رأيه لا عن روايته عن ابن عمر.
وقوله "إذا اختلطوا" أي: اختلط المسلمون بالكفار يصفون حال كونهم قيامًا أي قائمين. أورد البخاري هذا الحديث مختصرًا وأحال على قول مجاهد، ولم يذكره هنا ولا في موضع آخر. وقد رواه الطبري عن سعيد بن يحيى شيخ البخاري فيه بإسناده المذكور عن ابن عمر قال:"إذا اختلطوا" يعني في القتال فإنما هو الذكر وإشارة الرأس. قال ابن عمر "قال النبي -صلى الله عليه وسلم-": فإن كانوا أكثر من ذلك فيصلون قيامًا وركبانًا" هكذا اقتصر على حديث ابن عمر وأخرجه الإِسماعيلي عن سعيد المذكور مثل ما ساقه البخاري سواء، وزاد بعد قوله "اختلطوا" "فإنما هو الذكر وإشارة الرأس" فتبّين من هذا أن قول البخاري قيامًا الأولى تصحيف من قوله "فإنما"، وقد ساقه الإسماعيلي عن ابن جريج عن عبد الله بن كثير عن مجاهد قال: "إذا اختلطوا فإنما هو الإشارة بالرأس".
قال ابن جريج عن ابن عمر بمثل قول مجاهد "إذا اختلطوا فإنما هو الذكر وإشارة الرأس"، وزاد عن "النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن كثروا فليصلُّوا ركبانًا أو قيامًا على أقدامهم".
وأخرج مسلم حديث ابن عمر عن موسى بن عقبة وقال في آخره قال ابن عمر: "فإذا كان خوف أكثر من ذلك فليصلّ راكبًا أو قائمًا يومىء إيماء". وزاد مالك في "الموطأ" في آخره "مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها". وقال: قال نافع: لا أرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخرجه المصنف في تفسير البقرة عن ابن عمر مرفوعًا كله بغير شك.
وأخرجه ابن ماجه بسند جيد مرفوعًا وقال في آخره "فإن كان خوف أشد من ذلك فرجالًا وركبانًا" والحاصل أنه اختلف في قوله فان كان خوف أشد من ذلك هل هو مرفوع أو موقوف على ابن عمر، والراجح رفعه.
وقوله: "وإن كانوا أكثر من ذلك" أي: إن كان العدو أكثر من ذلك أي من الخوف الذي