وقوله:"فقال بهما" أي: بكفيه، وهذا يقوي رواية الكشميهني، وأطلق القول هنا على الفعل مجازًا، أي: قلب بكفيه على رأسه، وإطلاق القول على الأفعال وعلى غير الكلام كثير في كلام العرب، قال الشاعر:
وقالَتْ لنا العَيْنانِ سمعًا وطاعةً
أي: أومأت. وفي رواية مسلم لهذا الحديث بعد قوله:"الأيسر، ثم أخذ بكفيه، فقال بهما على رأسه"، فأشار بقوله:"أخذ بكفيه" إلى الغرفة الثالثة، كما صرحت به رواية أبي عوانة.
وقوله:"على رأسه" لأبوي ذر والوقت والأصيلي: "على وسَط رأسه"، وهو بفتح السين، قال الجوهري: كل موضع صَلُح فيه بَيْن، بان يكون ذا أجزاء منفصلة، فهو بالسكون، وإن لم يصلُح فيه، بأن كان لا ينفَصِل ولا يتفرق، فهو بالتحريك، فالأول كقولك: اجعل هذه الخرزة وسْط السبحة، والياقوتة وسْط القِلادة، والثاني كقولك: احتجم وسَط الرأس، وأُجلس وسَط الدار. وسوّى