عمير ثم أتى عمرو بن أم كلثوم ثم أتى عمرو بن إياس وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود وبلال ثم أتى عمر في عشرين راكبًا ثم قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر".
شهد مصعب بدرًا ولم يشهدها من بني عبد الدار إلا هو وسُوَيْبِط بن حَرْمُلَة، وقتل يوم أحد، قتله ابن قَمِيئَةَ اللَّيْثِي، وهو ابن أربعين سنة، ولم تختلف أهل السير عن راية النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر ويوم أحد كانت بيد مصعب بن عمير، فلما قُتل يوم أحد أخذها عليّ بن أبي طالب. وفي الصحيح أن مصعبًا لم يترك يوم أحد إلا نمرة إذا غطى بها رأسه خرجت رجلاه، إذا غطيت بها رجلاه خرج رأسه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه من الإِذْخَر".
قال الواقدي: كان مصعب بن عُمير فتى مكة شبابًا وجمالًا وسَيْبًا، وكان أبواه يحبانه، وكانت أمه تكسوه أحسن ما يكون من الثياب، وكان أعطر أهل مكة، يلبس الحضرميّ من النِّعال، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكره فيقول: "ما رأيت بمكة أحسن لِمّةً ولا أرقّ حُلّة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير". وأخرج التِّرْمِذيُّ بسند ضعيف عن عليّ قال: رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير، فبكى للذي كان فيه من النعمة، ولما صار إليه، فإنه لما أسلم زِهِد في الدنيا وتقشَّف وتخشَّف. ونزل فيه وفي أصحابه {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والعنعنة والقول، وشيخ البخاريّ والثلاثة مدنيون، وإبراهيم عن أبيه عن جده عن جد أبيه، أخرجه البخاري أيضًا في الجنائز وفي المغازي ثم قال المصنف: