هذه التي سمع أبي من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وقال ابن مُعين: كان يرى القَدَر. وقال روح بن عبادة: سمعت منادياً بمكة يقول: إن الأمير أمر أن لا يجالَس زكرياء بن إسحاق، لموضع القَدَر.
قال ابن حجر في مقدمته: احتج به الجماعة، وله في البخاريّ عن يحيى بن عبد الله بن صَيْفيّ حديث واحد، وأحاديث يسيرة عن عمرو بن دينار. روى عن عمرو بن دينار وأبي الزبير وإبراهيم بن مَيْسرة ويحيى بن عبد الله بن صيفيّ وغيرهم. وروى عنه أزهر بن القاسم وروح بن عبادة وابن المبارك ووكيع وعبد الرزاق وغيرهم. وليس في الستة زكرياء بن إسحاق سواه، وأما زكرياء فكثير.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع، وبصيغة الإفراد والمضارع، وفيه السماع، ورواته ما بين تَنِيسيّ ومروزيّ ومكيّ. وهو من مراسيل الصحابي، لأنّ جابراً لم يحضر القضية، وقد مرَّ الكلام على ذلك. أخرجه البخاريّ هنا، وأخرجه أيضًا في بنيان الكبة، ومسلم في الطهارة عن زهير بن حرب. ثم قال المصنف
[باب الصلاة في القميص والسراويل والتبان والقباء]
قال ابن سيده: السراويل فارسيّ مُعَرّب، يذكر ويؤنث، ولم يعرف أبو حاتم السَّجستانيّ التذكير، والأشهر عدم صرفه، والتّبان، بضم المثناة وتشديد الموحدة، وهو سروال صغير ليس له رجلان، وإنما يستر العورة المغلظة فقط، وقد يتخذ من جلد، والقَبَاء، بالمد كسحاب، وبالقصر، قيل: هو فارسي معرّب، وقيل: عربي مشتق من قَبَوْتُ الشيء إذا ضممتَ أصابعك عليه، سمي بذلك لانضمام أطرافه، وروي عن كعب أن أول من لبسه سليمان بن داود عليهما السلام. وقد قال القائل:
ثوب قَبَاءٍ كسحاب درع ... مضيق جدًا حكاه الجمع
تَلْبِسه الروم أَوَانَ الطرب ... وربما وصل بعض العرب