تقدم في الذي قبله ذكر مناسبته للذي قبله. ثم قال: وقال سلمان لأبي الدّرداء، رضي الله تعالى عنهما: نم، فلما كان من آخر الليل، قال: قُم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صدق سلمان"، وقوله: صدق سلمان، أي: في جميع ما ذكر، وفيه منقبة لسلمان، وهذا التعليق مختصر من حديث طويل أورده البخاري في كتاب الأدب عن أبي جحيفة، قال:"آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أبي الدرداء وسلمان، فزار سلمان أبا الدرداء" فذكر القصة، وفي آخرها فقال:"إنّ لنفسك عليك حقًا" الحديث. وسلمان مرّ في الحادي والثلاثين من الجمعة، ومرّ أبو الدرداء في باب مَنْ حمل معه الماء لطهوره بعد السادس عشر من الوضوء.
وقوله:"حدّثنا أبو الوليد" في رواية أبي ذَرٍّ: قال أبو الوليد، وقد وصله الإسماعيلىّ عن أبي خليفة عن أبي الوليد، وتبين من سياقه أن البخاريّ ساق الحديث على لفظ سليمان بن حرب. وقوله:"ثم يرجع إلى فراشه" أي: فإن كانت به حاجة إلى الجِماع جامع، ثم ينام. وقوله:"وثب" بواو ومثلثة وموحدة مفتوحات، أي: نهض. وقوله:"فإن كان به حاجة اغتسل"، ولأبي ذَرٍّ:"فإن كانت" وجواب الشرط محذوف، أي: قضى حاجته، ولفظ "اغتسل" قال عليه، وليس بجواب. وقوله:"وإلا توضأ وخرج" أي: وإن لم يكن جامع توضأ وخرج إلى المسجد للصلاة، ولمسلم قالت: كان ينام أوّل الليل ويحيي آخره، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله، قضى حاجته، ثم ينام، فإذا كان عند النداء الأول، قالت: وثب، لا والله ما قالت قام، فأفاض عليه الماء، لا والله ما قالت اغتسل، وأنا أعلم ما تريد. وإن لم يكن جنبًا توضأ وضوء الرجل للصلاة، ثم صلى ركعتين. فصرح بجواب إن الشرطية المحذوف عند المصنف، وفي التعبير "بثم" في حديث الباب، فائدةٌ، وهي أنه عليه الصلاة والسلام، كان يقضي حاجته من نسائه بعد إحياء الليل بالتهجد، فإن الجدير به عليه