الصحيح عن أنس أنه لما ولدته أم سليم قالت: يا أنس، اذهب به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فليحنّكه، فكان أول شيء دخل جوفه ريقُ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحنّكه بتمرة، فجعل يتلمظ، فقال: حب الأنصار التمر.
ولد بعد غزوة حُنين، وكانت أمه حاملًا به في غزوة حُنين، وولد بالمدينة، ولم يزل بها في دار أبي طلحة. قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حِبّان في الثقات، وقال عبد الرزاق: كان من خير أهل زمانه، روى عن أبيه وأخيه أنس، وروى عنه ابناه إسحاق وعبد الله، وابن ابنه إسحاق بن عبد الله. استشهد بفارس، وقيل: توفي بالمدينة في خلافة الوليد، سنة أربع وثمانين.
والمذكور من أولاد عبد الله هذا التسعة، في رجال الستة أربعة، وها أنا أذكرهم:
الأول إسحاق، وقد مرَّ محله في رجال السند.
الثاني: إسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة، قال أبو حاتم: ثقة لا بأس به، وقال أبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حِبّان في الثقات، روى عن أبيه وأنس بن مالك. وروى عنه حميد الطويل والحمّادان، وروى له النَّسائي في النكاح، من السنن الكبرى, حديثًا مقرونًا بثابت.
الثالث يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة، ذكره ابن حِبّان في الثقات، وقال أبو زرعة: ثقة، وقال النَّسائيّ: مشهور الحديث، روى عن عمه أنس بن مالك، وامرأة من آل أبي قتادة، وروى عنه أسامة بن زيد اللَّيثيّ وعبد الله بن بكر بن حزم. وقال أبو زرعة: لم يرو عنه إلا أسامة بن زيد.
الرابع عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، أبو يحيى المَدَنيّ، قال ابن مُعين: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وأخواه إسماعيل وعبد الله ثقاتٌ. وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال أبو زرعة والنَّسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح، ووثّقه العجليّ، وهو أصغر من أخيه إسحاق. روى عن أبيه وعمه أنس، وعنه محمد بن عمارة بن حزم، ومحمد بن موسى الفطْريّ، وسعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِيّ وغيرهم. مات سنة أربع وثلاثين ومئة.
[لطائف إسناده]
فيه التحديث بالجمع والإِفراد والإِخبار بالجمع والسماع والقول، وهذا الحديث تفرد به البخاريّ عن بشر، وأخرجه البخاريّ ومسلم من غير طريقه. ثم قال المصنف: